خضع أكثر من 100 شخص في مدينة قدسيا بريف دمشق، للاعتقال على يد استخبارات النظام السوري، منذ مطلع العام الجاري حتى تاريخ اليوم الخميس 23 كانون الأول، منهم نحو 20 شخصا مخفيين قسريا، فيما قضى 5 معتقلين تحت التعذيب.
ووثّق موقع صوت العاصمة وجود 9 سيّدات و 3 أطفال بين إجمالي الأشخاص الـ 100، الذين خضعوا للاعتقال خلال العام.
ووفقا للأرقام التي تمّ توثيقها عبر مراسلينا في قدسيا، فإنّ نحو 65 شخصا من إجمالي المعتقلين أطلقت الأجهزة الأمنية سراحهم بعد اعتقالهم لأسابيع.
في المقابل، لا يزال نحو 15 شخصا من قدسيا قيد الاعتقال، بتهمٍ قال ذووهم إنّها تتعلّق “بالإرهاب”، وقتل عسكريين في جيش النظام، حيث جرى نقلهم إلى سجن صيدنايا العسكري.
فيما لا يزال نحو 20 معتقلا قيد الإخفاء القسري، منذ نقلهم من فرع الأمن السياسي المسؤول عن المنطقة إلى أماكن مجهولة.
في السياق، وثّق صوت العاصمة مقتل 5 أشخاص من المعتقلين تحت التعذيب، خلال العام الجاري، بينهم قيادي سابق في فصائل المعارضة كان قد خضع للتسوية.
ومن بين الأشخاص الذين أخبر أمن النظام ذويهم بوفاتهم، شاب من محافظة دير الزور مقيم في المدينة، وآخر من بلدة مرج السلطان في الغوطة الشرقية، اعتقلا خلال حملات الدهم على قدسيا.
7 حملات واغتيال الأفيوني
تنوّعت طرق الاعتقال التي طالت المدنيين خلال العام الجاري، غير أنّ أبرزها بحسب مراسلنا، تلك التي شنّتها استخبارات النظام في أعقاب اغتيال مفتي دمشق وريفها، عدنان الأفيوني في مسجد الصحابة على أطراف مدينة قدسيا.
حيث اعتقل نحو 50 شاب، ونقلوا إلى فرع الأمن السياسي في المزة، ليتم إطلاق سراح نحو 40 منهم بعد فترات قليلة.
كما سُجّلت عمليات اعتقال لرجال ونساء بتهم مختلفة أبرزها التواصل مع أشخاص في الشمال السوري، بالإضافة إلى تهم تتعلّق بالإرهاب.
وخلال العام 2020، شنّت استخبارات النظام 7 حملات دهم واعتقال، طالت معظم أحياء قدسيا، بالإضافة إلى الحواجز المؤقتة (الطيّارة).
واعتقلت استخبارات النظام شبانا من قدسيا في أثناء مرورهم على الحواجز العسكرية المنتشرة في العاصمة دمشق وريفها، كما تم تسجيل حالات اعتقال لشبان من أبناء البلدة في محافظة حلب أثناء محاولتهم الدخول إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال سوريا.
“فدية”
ويلجأ المقتدرون ماليا من ذوي المعتقلين إلى دفع المال مقابل الإفراج عن أبنائهم على مبدأ “الفدية”، في خطوة تشير إليها تقارير كنهجٍ متّبعٍ في سوريا، خاصّة بما يتعلّق بالمعتقلين تعسفيا.
(محمد. س)، اسم مستعار لأحد أبناء قدسيا، أكّد لصوت العاصمة أنّ عائلته دفعت 40 مليون ليرة سورية لأحد المحامين ممن يرتبطون بعلاقات مع أجهزة المخابرات.
ولفت محمد إلى أن المبلغ المدفوع أفضى إلى نقل شقيقه من فرع الأمن السياسي إلى سجن عدرا، ليتم بعدها دفع مبلغ 10 مليون ليرة مقابل إطلاق سراحه.
وتدفع المبالغ الكبيرة بشكل مباشر، قبل أخذ النتيجة، لينتظر الأهالي النتائج دون ضمانات، وهو ما تسبّب بفشل محاولات مماثلة قام بها أشخاص حاولوا إنقاذ أبنائهم من أقبية المخابرات.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير