صوت العاصمة – خاص
توقفت أغلب قطاعات ميليشيا “الدفاع الوطني” في العاصمة دمشق عن صرف رواتب للعناصر منذ أكثر من ثلاثة أشهر لأسباب مجهولة.
وبحسب التصريحات الرسمية من قادة القطاعات للعناصر، أن التمويل متوقف عن الميليشيا ولا يوجد أموال لتقديمها للعناصر كرواتب شهرية.
وقالت مصادر مطلعة لشبكة “صوت العاصمة” أن انقطاع الرواتب عن بعض قطاعات الدفاع الوطني في دمشق، له عدة أسباب أولها هو العجز المادي للميليشيا وتفضيل قطاعات على أخرى من حيث الدعم المادي، فضلاً عن قطع الرواتب والمستحقات المخصصة لجرحى الميليشيا الذين تعرضوا لعجز بنسبة كبيرة بعد إصاباتهم في المعارك.
أما السبب الآخر فهو امتناع بعض القطاعات عن مؤازرة جيش النظام وباقي القوات الموالية على جبهات ريف دمشق وشمال سوريا منذ أشهر، واشتراط قادة تلك القطاعات على سوق عناصر المصالحات، وترك عناصرهم للمهمة الرئيسية الموكلة لهم، وهي حماية أحياء دمشق، بحسب وصفهم.
وأكدت مصادر “صوت العاصمة” أن أغلب قطاعات دمشق شهدت في الآونة الأخيرة حملة تنقلات وتبديل في رؤساء تلك القطاعات، بعد شكاوى كثيرة من أهالي المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا، وتجاوز الموضوع مرحلة النقل والإعفاء ووصل إلى السجن لعدة أسابيع بحق بعض الأشخاص.
واستثنت قادة الميليشيا بعض القادة المدعومين من قبل القيادة، أو اولئك الذين يملكون علاقة قوية مع ضباط كبار في الاجهزة الأمنية وجيش النظام، فرغم عشرات التجاوزات لم تجرؤ قيادة الميليشيا على تبديل مواقعهم أو إنزال العقوبات بحقهم.
انقطاع الرواتب وحالة الجمود التي تعيشها الميليشيا في دمشق، وتوقف عمليات “التعفيش” منذ سيطرة النظام على بساتين حرستا وحي تشرين والقابون في أيار الماضي، جعل عدد كبير من المقاتلين التحول للعمل في أشغال أخرى، أو ترك الميليشيا والذهاب إلى قوات الفرقة الرابعة، او ميليشيا درع القلمون، وبعضهم فضّل الخروج من سوريا خوفاً من تجنيد إجباري في جيش النظام قد يطالهم، خاصة أولئك الذين استعاضوا عن الخدمة الإلزامية بالتطوع في ميليشيا “الدفاع الوطني”. العناصر باتوا يعلمون يقيناً أن الميليشيا قد الحل عاجلاً ام آجلاً وأن جميع الميليشيات المتبقية في سوريا سيتم تحويلها للفيلق الخامس المدعوم روسياً، وهو ما تسعى له روسيا من خلال تجميد صلاحيات الميليشيات المحلية والأجنبية في مدينة دمشق، خاصة تلك التي تحمل طابع طائفي في عناصرها.
وتُعتبر ميليشيا “الدفاع الوطني” من أبرز الميليشيات في مدينة دمشق، وكانت في زمن ازدهارها قبل عامين أقوى سلطة عسكرية في العاصمة السورية، وتُسيطر على أضخم الحواجز العسكرية وتساند جيش النظام في معظم الجبهات، بل كانت تعتبر في بعضها القوى الرئيسية العاملة، كحبهات جوبر وداريا.
ويتراوح راتب العنصر العادي في الميليشيا بين 40 إلى 60 ألف ليرة سورية، أي ما يزيد عن 100 دولار أمريكي، بينما تصل رواتب القياديين إلى أكثر من 100 ألف ليرة، وتتشكل الميليشيا في المرتبة الأولى داخل قطاعات دمشق من أبناء المناطق الذين تطوعوا لحماية مناطقهم وتشكيل قوى عسكرية فيها ولتكون أذرع للقوى الأمنية في بعض الاحياء، وعلى خلاف معها في أحياء أخرى .