بحث
بحث
مساعٍ لإخراج مهجري الغوطة الشرقية من مساكنهم في عفرين، والتهم الملفّقة سيدة المشهد
انترنت

مساعٍ لإخراج مهجري الغوطة الشرقية من مساكنهم في عفرين، والتهم الملفّقة “سيدة المشهد”

فصائل الجيش الوطني طردت العديد من العائلات المهجرة منذ مطلع الشهر الجاري

لم تعد محاولات إخراج المهجرين من مساكنهم في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي جديدة على قاطني المنطقة، لا سيما أهالي الغوطة الشرقية منهم، الذين شهدوا مئات الانتهاكات التي انتهت بترك عشرات العائلات دون مأوى، وفي كل منها تُتبع وسيلة جديدة تكون الذريعة لتطبيق تلك الانتهاكات.

سياسية جديدة اتبعتها فصائل “الجيش الوطني” المعارض، خلال الفترة القليلة الماضية، ارتكزت في أساسها على التهم الملفقة الموجهة للأهالي، لمفاوضتهم على إخلاء مساكنهم مقابل إغلاق ملفات القضايا المزعومة.

أحد مهجري الغوطة الشرقية المقيمين في عفرين يُدعى “أبو أحمد”، اعتُقل مطلع الشهر الجاري، خلال مداهمة نفّذتها مجموعة تابعة لفصيل “أحرار الشرقية”، أحد مكونات الجيش الوطني السوري، استهدفت فيها منزله وسط المدينة دون توجيه تهمة واضحة.

يقول أبو أحمد لـ “صوت العاصمة”: “اقتحمت المجموعة منزلي في ساعة متأخرة من الليل، وسارعوا إلى تقييدي وتغطية وجهي، بعد توجيه التهديدات لعائلتي، واقتادوني إلى أحد سجونهم في ناحية “جنديرس” بريف عفرين”.

ويتابع أبو أحمد: “قرابة الـ 24 ساعة قضيتها داخل إحدى الزنازين دون توجيه أي سؤالي لي في سجن جنديرس، لينقلني السجان صباح اليوم الثالث إلى مكتب “التحقيق” في السجن ذاته، وأواجه تهمة “الاتجار بالمواد المخدرة”.

ويضيف أبو أحمد: “لا يمكن وصف الصدمة أثناء تلقي التهمة، وما أن أنكرتها حتى قدم مدير قسم التحقيق عرضه لإغلاق القضية والتغاضي عن التهمة بشكل نهائي، مقابل خروجي من مسكني، وتسليمه للفصيل خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع الواحد، مهدداً بإعادة اعتقالي حال امتناعي عن التنفيذ”.

“لم يكن أمامي خياراً آخراً، فما شاهدته أثناء عملية الدهم والاعتقال كافياً لتنفيذ الأوامر على الفور”، هذا ما قاله أبو أحمد الذي أخلى منزله فور خروجه من السجن، وتنقل عدة أيام بين منزل وآخر مع عائلته، ريثما عثر على منزل جديد تمكن من استئجاره، خاتماً حديثه.

مُهجّر آخر من أبناء ريف دمشق يُدعى “أبو خالد”، استأجر منزلاً من مالكه في مدينة عفرين شمالي سوريا، لكن عقد الإيجار والعلاقة الجيدة مع مالك المنزل لم تحمه من انتهاكات الفصيل ذاته.

وأكّد أبو خالد أن دورية تابعة لفصيل “أحرار الشرقية” أرسلت له استدعاء لمراجعة المكتب الأمني للفصيل، واصطحاب عقد إيجار المنزل معه، وذلك في الأسبوع الأول من تشرين الثاني.

“فور وصولي مقر المجموعة، طلب مني قائدها الاتصال بصاحب المنزل وإحضاره أيضاً، وهو ما تم بعد

أقل من ساعة، ليُبلغوا مالك العقار أنه ممنوع من تأجير منزله، ووجهوا لي إنذاراً بالإخلاء خلال مهلة مدتها أسبوع واحد، مكتفين بالقول “نحن بحاجة للمنزل”، عند سؤالهم عن السبب”، يختم أبو خالد.

إجلاء أهالي الغوطة الشرقية القاطنين في مدينة عفرين من مساكنهم ليس جديداً على المهجرين، حيث تعرّضوا أواخر عام 2018، لحملة إجلاء هي الأكبر من نوعها، طالت معظم القاطنين في مدينة عفرين وضواحيها.

المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير