“الله لا يجعلها شهوة”، عبارة اعتاد الأجداد إطلاقها فور رؤية أرغفة الخبز الطازجة خارجة من الأفران من قبل، استرجعها أهالي مدينة دوما في ظل أزمة الخبز التي تعيشها المدينة كغيرها من المدن السورية الواقعة تحت سيطرة النظام.
رغم حلول أزمة الخبز على كافة المدن والبلدات السورية، والمعاناة التي يعيشها الأهالي من مشقة للحصول على ربطة الخبز اليومية، التي لا تغطي احتياجات العائلة في معظم الأحيان، إلا أن أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية، يعانون أزمة أخرى تمثلت بالانقطاع المتكرر، وسرقة المخصصات العلنية وارتفاع الأسعار، برعاية المعتمدين.
أحد قاطني مدينة دوما يُدعى “محمد” قال لـ “صوت العاصمة” إن مراكز المعتمدين المخصصة لبيع الخبز، تعمل على إخفاء نصف الكمية المخصصة للأهالي بشكل يومي، رغم أن التسليم محصور عبر “البطاقة الذكية” فقط.
وأضاف محمد أن المعتمدين يعملون على تسليم نصف مخصصات الشخص من الخبز فقط، مؤكداً أن رسالة الاستلام النصية تتضمن تأكيد استلام الكمية المخصصة كاملة.
وأشار محمد إلى أن وزن ربطة الخبز لا يتجاوز الـ 900 غراماً فقط، بدلاً من 1100 غرام، وفقاً للقرار الأخير الذي أعلنت فيه حكومة النظام تقليص وزن ربطة الخبز المدعوم في الأفران، مبيّناً أن الأسعار لدى المعتمدين تبدأ من 150 ليرة، وصولاً إلى 300 ليرة سورية عبر البطاقة الذكية، وتتجاوز الـ 500 ليرة في المبيع الحر.
وبحسب محمد فإن ارتفاع الأسعار شمل الخبز السياحي وخبز الصمون في المدينة أيضاً، موضحاً أن سعر ربطة الخبز السياحي يتراوح بين 1400 إلى 1500 ليرة سورية، وخبز الصمون 1600 ليرة فما فوق.
وبيّن محمد أن المعتمدين يبررون إنقاص كمية التوزيع بنقص مخصصات الأفران، مؤكداً أن الخبز مقطوع بشكل شبه كامل منذ ثلاثة أيام عن معظم أحياء المدينة.
متابعون من قاطني المدينة، أرجعوا سبب تفاقم أزمة الخبز في دوما، إلى غياب الرقابة عن الأفران والمعتمدين، وذلك في تعليقات على منشور في إحدى المجموعات المحلية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
أحد المتابعين قال في تعليقه إنه لم يحصل على مادة الخبز منذ خمسة أيام، وأن المعتمد أجاب على الاستفسار بأنها “توجيهات الرفاق في الحزب”، في حين أشار آخر إلى أن الأفران تبيع ربطات الخبز “بالعشرات” لأشخاص غير المعتمدين، في الوقت الذي تمتنع فيه الأفران عن بيع الخبز للأهالي.
وقال متابع آخر إن عائلته مكونة من سبعة أشخاص، وأن المعتمد قرّر عدم منحه أكثر من ربطة واحدة أسبوعياً، أي بمقدار رغيف واحد للشخص كل أسبوع.
وعن رداءة جودة الخبز وسوء معاملة المعتمدين، شرحت إحدى المتابعات في تعليقها: “الخبز أسمر اللون مائل إلى السواد، ويسبب المغص والإسهال، ما منعرف شو نوعية الطحين، وأغلب الظن أنه علف مطحون، ومو دائماً موجود، ولمّا بيعطوك الربطة بيعطوك إياها بمنّية ونفسية حامضة، وكأنك عم تنصبها نصب، وبياخدوا سهرها دبل”.
أما عن الحرمان من المخصصات، فأكّد أحد المتابعين في تعليقه إنه فشل بتسجيل بطاقته وبطاقة عائلته لدى جميع المعتمدين، مبيّناً أنهم يبررون الرفض بوجود عدد زائد من البطاقات لديهم.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير