قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إنّ النظام السوري لا يحمي عمّال القطّاع الصحي الذين يتصدّون لفيروس كورونا المستجد في المناطق التي يسيطر عليها.
ونقلت المنظمة عن أطباء وعمال إغاثة ومدنيين قولهم إنّ “البلاد منهكة، والمستشفيات تجاوزت قدرتها الاستيعابية، بينما يواجه عمّال القطاع الصحي نقصاً خطيراً في المعدّات الشخصية الوقائية”، وأضافوا أنّ “عدداً كبيراً من زملائهم وأقاربهم يموتون بعد أن تظهر عليهم أعراض مرض كوفيد ـ 19 الناتج عن الفيروس”.
وأوضحت المنظمة نقلا عن مصادرها، أنّ المستشفيات المجهّزة للتعامل مع حالات كوفيد ـ 19، مثل “الأسد الجامعي”، تخطّت قدرتها الاستيعابية، أمّا بقية المستشفيات فلا تملك البنية التحتية اللازمة للتعامل مع الوباء لأسباب منها “عدم توفّر أسطوانات الأكسجين وأجهزة التنفّس الاصطناعي، والمعدّات الوقائية اللازمة، أو التدريب والبروتوكولات لمعالجة مضاعفات كوفيد ـ “19.
وتأكّدت المنظمة من وفاة 33 طبيبا أصيبوا بفيروس كورونا منذ الإعلان عنه حتى تاريخ 16 آب الماضي، وكان إجمالي الوفيات بالفيروس حينها 64 وفاة، وهو ما دفع المنظمة في تقريرها للتشكيك بصحّة الأرقام المعلن عنها من قبل النظام.
ووفقا لآخر إحصائية أمس الأربعاء، فإنّ عدد المصابين بفيروس كورونا في سوريا ارتفع ليبلغ 2868 إصابة، بينها 661 حالات تماثلت للشفاء، و120 حالة وفاة.
وقالت الباحثة السورية في المنظمة سارة الكيالي: “سبق أن ارتكبت الحكومة السورية جرائم ضدّ البشرية في حقّ شعبها، وللأسف، عدم اكتراثها لصحة عمّال القطاع الصحي في الخط الأمامي في ظلّ وباء عالمي ليس مفاجئا”.
وكانت منظمة الصحة العالمية أمّنت لحكومة النظام 4.4 مليون عنصرا من المعدّات الشخصية الوقائية من بينها كمامات طبية وتنفسية، وقفازات، وألبسة واقية، وأغطية للأحذية، ومعقّمات لليدين، إلّا أنّ عمال إغاثة قالوا إنّ الإمدادات لم تخرج من مستودعات النظام.
ونقلت المنظمة عن طبيب قوله إنّ الفحوصات والمعدات متوفرة لكن عليك دفع المال، وتكلّف أسطوانة الأوكسجين 700 ألف ليرة سورية (321$)، بينما تبلغ كلفة أجهزة التنفس الاصطناعي 12 ألف دولار تقريبا. هذه التكاليف خارج المتناول في بلد يعيش فيه 83% من السكّان تحت خطّ الفقر ويواجهون أزمة اقتصادية متفاقمة.
ودعت المنظمة الحقوقية منظمة الصحة العالمية إلى تسليم المساعدات من خلال منظمات مستقلّة، بسبب تاريخ حكومة النظام الطويل “في تغيير وجهة المساعدات، بما فيها الإمدادات الطبية”.
ومطلع الشهر الجاري، نعت مواقع وصفحات إخبارية محلّية طبيبين، قالت إنّهما توفيا متأثرين بمضاعفات الإصابة بفيروس كورونا في دمشق.