حذّر عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق من ازدياد معدل الإصابات بفيروس كورونا في حال افتتاح المدارس بتاريخ 1 أيلول القادم، واصفاً هذه الخطوة بـ “المغامرة”.
وقال عميد الكلية “نبوغ العوا” إنه “تمنى من الفريق الحكومي تأجيل المدارس لمدة أسبوعين على الأقل، ريثما يتم الوصول إلى السيطرة الصحيحة على منحنى انتشار الفيروس، من خلال الوصول إلى عدد إصابات أقل، وحالات شفاء أكثر، وانخفاض الوفيات إلى الحد الأدنى”.
وذكر في تصريح لـ “تلفزيون الخبر” أن “ضبط المدارس وفق ما ورد في البروتوكول الصحي الذي أصدرته وزارة التربية يعد صعباً، خاصة أن التعامل هنا مع فئات عمرية صغيرة”.
وتساءل عن “كيفية إلزام هؤلاء الطلاب بعدم الاحتكاك والتلاحم أو التقبيل، بعد غياب دام عدة أشهر، أو عدم اقتسام الطعام مع زملائهم، أو ارتداء الكمامات”.
وفي حال أصيب الطلاب الصغار، وهم الجيل الثالث لسورية، فهذا يعني نقل العدوى إلى عائلاتهم، وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة انتشار فيروس كورونا، في الوقت الذي تسعى فيه الجهات الطبيّة للحد منه، على حد تعبيره، مضيفاً: “يبقى القرار النهائي في ذلك للفريق الحكومي المعني بالتصدي للوباء، كونهم أكثر دراية بوضع الفيروس في البلاد.”
ونفى “العوا” ما يقال عن أن “فيروس كورونا طور من نفسه وخفف شراسته”، مشيراً إلى أن “الأمور تجري على العكس تماماً، إذ يعتبر الفيروس قاتلاً إلى الآن، وخاصة عندما يصل إلى صدر المريض ويتسبب بإصابة رئوية ما يؤدي إلى نقص الأكسجة لديه”.
وبيّن أن الفيروس “قام بهجمة ارتدادية منذ نهاية شهر حزيران إلى الآن أدت إلى زيادة الإصابات في سورية، والانتشار الأوسع”، مضيفاً أنه ظهر بأشكال مختلفة عما كان عليه سابقاً، كالأعراض الهضمية والجلدية والمفصلية، بعد أن كانت تقتصر على السعال وضيق التنفس.
واعتبر أن الوباء وصل في سورية إلى مرحلة الذروة والتفشي، مؤكداً أنه “لا يوجد بيت في سورية إلا وفيه مصاب كورونا”.
ويعتمد انتقال منحنى الإصابات إلى أفقي على وعي المواطنين، وقيامهم بالواجبات الاحترازية من تباعد مكاني وارتداء الكمامات، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، حسب وصفه.
ويرى العوا أن “انتشار الفيروس قد يصل إلى الحد الأدنى في نهاية العام الحالي، ريثما يتم تجريب اللقاحات المنتجة من عدة مصادر، وأولها روسيا، وطرحها في الأسواق في حال أعطت نتيجة جيدة”.