صوت العاصمة – متابعات
بث أحد إعلاميي النظام شريطاً مصوراً يوم أمس، السبت، يظهر قسم الإسعاف فارغ في مشفى المجتهد أو ما يعرف باسم “مشفى دمشق” أحد أبرز المشافي الحكومية في سوريا، وذلك بعد وصوله إلى المشفى جريحاً بقذائف هاون استهدفت حي الأمين في دمشق القديمة، فبحسب الشريط المصور أن قسم الإسعاف لم يكن يحوي إلا على موظفة استقبال فقط، في الوقت التي كانت فيه دمشق تُستهدف بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية ولا تكاد سيارات الإسعاف تهدأ في المنقطة.
وأظهر اللقطات المصورة التي بثها الإعلامي الموالي، وصوله إلى مشفى الرشيد وتلقيه للعلاج المطلوب مع اثنين آخرين من اصدقائه الذين أُصيبوا معه، ودار حديث بين الإعلامي المصاب والطبيب حول كلفة العلاج حيث أن فاتورة المشفى التي أظهرها الفيديو تساوي عشرة آلاف ليرة سورية، بسعر ألف ليرة لكل قطبة جراحية.
وحاولت إدارة المشفى، بحسب الشرط المصور، تهدئة الإعلامي وإيقافه عن تصوير ما يحدث، لكنه رفض ذلك، مشيراً إلى أنه ضمن عمله مُظهراً المهمة الإعلامية لأطباء المشفى.
ووصف الإعلامي الموالي مشفى الرشيد بأنه مسلخ، بسبب ارتفاع الأسعار، مُشيراً إلى أن إصاباتهم هي إصابات حرب وليست جراء حوادث شخصية، ويجب أن يُعامل جريح الحرب والقذائف بغير تلك المعالة.
وتعيش مدينة دمشق منذ اندلاع الثورة واقعاً طبياً سيئاً في ظل إهمال واضح من حكومة النظام والضغط الهائل على تلك المستشفات مع وجود أكثر من ستة ملايين نسمة في مدينة دمشق، فضلاً عن هجرة آلاف الأطباء إلى خارج سوريا.
وفي حديث لشبكة “صوت العاصمة” مع أحد الأطباء الموظفين في مشفى حكومي، نعتذر عن ذكر اسمه، قال إن علاج مصابي القذائف والصواريخ والرصاص الطائش يجب أن تكون من اولويات الحكومة، وبالمجان، فمن الصعب أحياناً انتظار الوصول إلى مشفى حكومي لمريض يعاني من نزيف، فيتم إدخاله إلى مشفى خاص ودفع تكاليف عالية، ليس للمواطن قدرة عليها، وأن تلك التكاليف يجب أن تكون مجانية وعلى حساب وزارة الصحة لأنها ليست حوادث لها علاقة بالمواطن بشكل مباشر، فالقصف يمكن أن يطال أي شخص يمشي في الشارع.
وتحدث الطبيب ساخراً، لو لا فرق الهلال الأحمر المدعومة من منظمات دولية، لبقيت الجثث في الشوارع بعد حملات القصف التي تستهدف دمشق بين الحين والأخرى، فالمشافي الحكومية غير مجهزة بسيارات حديثة تستطيع الوصول بسرعة إلى مكان القصف، لو فرضنا أصلاً أن قسم الإسعاف تلقى الاتصال من المدنيين واستجاب للأمر، ربما يكون هناك عطل في السيارة أو أنها خالية من الوقود أيضاً.
