صوت العاصمة – كلنا شركاء
تُعاني العاصمة دمشق التي تضم عشرات آلاف مهجري المناطق الساخنة الذين توافدوا من كافة أرجاء سوريا، من أزمة سكنٍ خانقةٍ تسببت في ارتفاع إيجارات البيوت كنتيجةٍ طبيعيةٍ لازدياد الطلب عليها.
ويصعب الحصول على بيت سكني في أي منطقة داخل أو في محيط العاصمة، ولا يقل الحد الأدنى من إيجارات المنازل عن 40 ألف ليرة، بينما يتجاوز الحد الأقصى 200 ألف ليرة.
وقال “مراد مارديني” الناطق باسم “صوت العاصمة”، وهي شبكة معارضة تمتلك مراسلين في قلب دمشق: “الأزمة حقيقية وقد بدأت منذ أربع سنوات ولا تزال مستمرة”.
مارديني أشار في حديث لـ (كلنا شركاء) إلى أن البيت الذي يكون غير صالح للسكن البشري كالبيوت المتواجدة في رأس الجبل بحي ركن الدين أو المهاجرين أو تلك المبنية في حي عشوائي لا يقل إيجارها عن 40 ألف ليرة.
بينما؛ البيوت الصالحة للسكن “يبدأ إيجارها من 60 إلى 200 ألف ليرة، وفقاً لكونها مفروشة أو العكس، منطقة منظمة أم عشوائية، منطقة مدللة بالكهرباء أو تخضع لانقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل”، بحسب مارديني.
وقال مارديني إن أصحاب البيوت المبنية في أحياء منظمة كـ أبي رمانة والمهاجرين ومشروع دمر وضاحية قدسيا والعفيف والجسر الأبيض، عادة ما يطلبون الإيجار لسنة وبالدولار، كأن يطلب صاحب البيت 3 آلاف دولار لسنة واحدة أي ما يعادل مليون ونصف ليرة سورية.
أما في مساكن برزة وركن الدين والزاهرة والميدان، فيبلغ متوسط الإيجار الشهري 75 ألف ليرة، بينما ينخفض المبلغ إلى قرابة 50 ألفاً في صحنايا وجرمانا ودويلعة التي تقع على أطراف العاصمة.
أزمة السكن في دمشق تزامنت مع توافد المهجرين الفارين من المعارك الطاحنة التي شنها النظام على مدنهم وبلداتهم، سواء في أطراف العاصمة أو باقي المحافظات السورية.
ويُعتبر المهجرون أبرز الشرائح التي تتهافت على استئجار المنازل. كما أن بعض المهجرين أقاموا في بيوت أقاربهم الفارغة ضمن عقود استضافة.
ويعتقد البعض – ومنهم مراد مارديني – أن أزمة السكن تجلت في أمرين: صعوبة تأمين بيت حتى ولو كان غير مريح أو صالح للسكن، وارتفاع الأسعار الذي يُعتبر طبيعياً وإن كان جميع السكان يشتكون منه مقارنة بالدخل المادي لهم.
في المجمل أتى الغلاء في إيجارات البيوت كنتيجة حتمية وطبيعية للتضخم الاقتصادي وهبوط العملة. “قبل الثورة كان إيجار البيت 6 آلاف ليرة؛ اليوم 50 ألفا، يعني قرابة 100 دولار في الحالتين. بيت في أبي رمانة كان إيجاره 20 ألف قبل الثورة، اليوم 200 ألف ليرة يعني 400 دولار”، بحسب مارديني.