نفَّذت وحدات تابعة للفرقة الرابعة مدعمة بالجرافات، مطلع أيار الجاري، عمليات هدم استهدفت فيها عشرات المنازل في منطقة “غرب الأوتوستراد” في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، مستخدمة جرافات وآليات صناعية ثقيلة.
حملة الهدم التي أطلقتها الفرقة الرابعة، طالت أكثر من 50 منزل سكني تم جرفهم بشكل كامل في المنطقة المذكورة، بحسب مراسل صوت العاصمة.
وأضاف مراسل الموقع أن الحواجز العسكرية التابعة للفرقة الرابعة، والمتمركزة في محيط مدينة حرستا، منعت أهالي منطقة العمل من الدخول إلى منازلهم، رغم حصولهم على موافقات أمنية في وقت سابق، تتيح لهم دخولها.
أحد قاطني منطقة الهدم، قال لـ “صوت العاصمة” إن عناصر الفرقة الرابعة، منعوا سكان منطقة الهدم والمزارعين من دخول أراضيهم الزراعية، تزامناً مع عمل الجرافات التي سُمع صوتها أثناء العمل، مشيراً إلى أن المزارعين كانوا يعملون في أراضيهم بشكل يومي.
وأضاف: “يتخوف أهالي المنطقة من عمليات استيلاء قد تجري بموجب القانون رقم 10، على الأراضي الزراعية كما جرى في بعض الأحياء المجاورة كالقابون وتشرين ومزارع حي برزة”.
مدينة حرستا تُقسم إلى قسمين، شرقي وغربي، يفصل بينهما الأوتوستراد الدولي (دمشق – حمص) وتُعتبر المنطقة الغربية هي الزراعية للمدينة، وتتصل ببساتين القابون وبرزة وتصل إلى حدود ضاحية الأسد.
وأغلق النظام المنطقة بشكل نهائي بعد سيطرته عليها في أيار 2017، إثر معارك عنيفة انتهت باتفاق تهجير شمل أحياء القابون وبرزة وتشرين ومنطقة حرستا الغربية، حتى عاود السماح لبعض الأهالي من سكان المنطقة بزيارتها، بعد ضغوطات شعبية على لجان المصالحة، شرط الحصول على موافقة من المسؤول العسكري عن المدينة العميد في الفرقة الرابعة ” نجيب كريمو”.
وتشترط الموافقات التي كان يحصل عليها سكان المنطقة، على الدخول والخروج إليها في نفس اليوم، وعدم النوم في عقاراتهم، وترك هوياتهم الشخصية عند الحواجز العسكرية لأخذها خلال الخروج، ولكن على ما يبدو أنه وبعد عمليات الهدم الكبيرة التي شهدتها المنطقة، ستتوقف الزيارات بشكل نهائي، وسيفرض النظام طوقاً أمنياً جديداً في محيطها.
وشهدت منطقة غرب الأوتوستراد الدولي، عمليات هدم واسعة منذ سيطرة النظام عليها، بحجة وجود الانفاق، والأبنية الغير صالحة للسكن، انتهت بهدم مئات المنازل والأبنية السكنية، وحظر سكانها من العودة.
ونقل موقع صوت العاصمة عن مصدر خاص، أواخر 2019 الفائت، أن رجل الأعمال محمد حمشو بدأ العمل بخطة تمكنه من تملك المساحة الأكبر في المنطقة، تمثلت بترهيب الأهالي ومنعهم من دخولها في الوقت الراهن، ليطلق خطة الترغيب في الفترة القصيرة القادمة.
وأكَّد المصدر أن القياديين في ميليشيا اللجان الشعبية المتمركزة على مدخل القابون من جهة حي تشرين، “علي ضاهر” و”ربيع ضاهر”، أصدرا أوامر تمنع أهالي المنطقة من دخول أحيائهم بشكل نهائي، وفق تعليمات تلقياها من ضباط في صفوف الفرقة الرابعة، متعاونين مع رجل الأعمال السوري “محمد حمشو”.
وكشفت محافظة دمشق منتصف 2019 عن التعاقد مع المعهد العالي للتخطيط الإقليمي التابع لجامعة دمشق، لإعداد ودراسة المخطط التنظيمي الخاص بمنطقة جوبر، ومع الشركة العامة للدراسات الهندسية، لإعداد مخطط القابون السكني، مشيرةً إلى أن دراسات الإعداد ستنتهي مع نهاية عام 2019.
ويتيح القانون رقم 10 لعام 2018 إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي العام للوحدات الإدارية، والذي جاء بعد المرسوم 66 لعام 2012 الذي يقضي بتنظيم منطقتي “ماروتا سيتي” و”باسيليا سيتي” ضمن دمشق.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير