سجّل “المركز الوطني للزلازل” في سوريا اليوم، السبت ١٨ نيسان، هزتان أرضيتان جديدتان بقوة ٢.٦ و٢.٧ درجات على مقياس ريختر، وبعمق ١٠ كم، قبالة الساحل السوري على بعد ٥١ كم شمال غرب مدينة اللاذقية.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه سوريا نشاطاً زلزالياً مستمراً، منذ الرابع عشر من نيسان الجاري، حيث سُجلت أكثر من ١٥ هزة أرضية، أقواها بشدة ٤.٧، شَعر بها سكان المناطق الساحلية، ووصلت تأثيراتها إلى مختلف المحافظات، وإلى بعض المدن التركية.
وترافقت الهزات مع موجة من الشائعات والتكهنات حول قرب وقوع زلزال مدمر، بعد الحركة الأرضية غير الاعتيادية، وهو ما نفاه “المركز” على لسان مدير قسم الزلازل “خالد عمرو” الذي قال: “لا يمكن لأحد وضع برنامج زمني لوقوع هزات، كما لا يمتلك أحد معلومات تفيد بقرب وقوع زلزال مدمر سوى الله”.
وأشار “عمرو”، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إلى أن المنطقة شهدت، منذ بداية العالم، العديد من الهزات، وهو ما لا يشعر به الأهالي، حيث تصبح الهزة محسوسة فقط عندما تصل إلى ٤ درجات وما فوق، مضيفاً أن هذه الهزات “ناتجة عن تحرك الصفيحة العربية وسببها تحرك الصفائح التكتونية، وأماكن الصدوع هي مركز الزلازل ويحدث تفريغ للطاقة والإجهادات”.
ولفت “عمرو” إلى أن الدراسات العالمية لم تتوصل حتى يومنا لنتيجة حول زمان ومكان وقوع الهزات وقوتها، لذا فكثير من الدول التي تشهد نشاط زلزالي تعمل على إنشاء أبنية قادرة على مقاومة الزلازل بدلاً من صرف الأموال على الدراسات الغير دقيقة النتائج.
وحول الإجراءات التي ينصح باتباعها في حال حدوث زلزال، فنصح “عمرو” بالابتعاد عن الزجاج والنوافذ كونها تنكسر بسرعة، والوقوف في أحد زوايا المنزل، أو تحت طاولة خشبية متينة، لتجنب سقوط الأشياء المعلقة في الأسقف، ويضيف ” في حال حدث الزلزال ونحن في سريرنا، فينبغي وضع الوسادة فوراً على الرأس للحماية، وفي حال كان الشخص يقود سيارة، فعليه ركنها جانباً بعيداً عن المباني والجسور”.
من جانبه، ذكر مدير المركز الوطني للزلازل “عبد المطلب الشلبي”، أن المركز يمتلك أجهزة موزعة على المحافظات السورية، وقد لوحظ مؤخراً حركة هزات غير اعتيادية وصلت إلى 935 هزة، بعضها غير محسوس.
وأضاف “الشلبي”، في لقاء مصور مع إذاعة “شام إف إم”، إلى أن المركز يعمل على رصد الهزات، عبر محطات موزعة على أغلب المحافظات، والتي تقوم برصد الهزات وترسل البيانات بشكل “آني” للمحطة المركزية في دمشق، حيث يتم تحليلها وتحديد مكان الهزة.
بدوره قال دكتور الجغرافيا في جامعة تشرين “قرة فلاح”، إن الصفيحة العربية ذات حركة انزياحية نشطة، حيث تتحرك على طول الصدع شمالاً، بالنسبة للصفيحة الإفريقية، بمتوسط سرعة ٥ ملم كل عام، وهي في حالة تماس مع صفيحة الأناضول.
وأشار “فلاح” إلى أن ظواهراً تسبق الزلازل، كارتفاع في مستوى المياه، وارتفاع الأمواج، والحركات غير الاعتيادية للطيور والحيوانات، إضافة لارتفاع نسب المياه في الآبار على طول خط الصدع، لافتاً إلى أن الدرجات التي يبدأ فيها الزلزال بالتأثير في المباني الضعيفة، هي ٥ درجات وما فوق، ولا يؤثر في المباني المتينة حتى يتعدى الـ ٦ درجات.