أصدرت رئاسة حكومة النظام السوري، خلال اجتماع استثنائي، الجمعة 13 آذار، مجموعة من القرارات قالت إنها “حرصاً على سلامة وصحة المواطنين” مع اتساع رقعة انتشار فايروس كورونا.
وأبرز القرارات المتخذة هي تعليق الدوام في الجامعات والمدارس والمعاهد التقنية الخاصة والعامة لدى كافة الوزارات اعتباراً من السبت 14 آذار ولغاية 2 نيسان القادم، على أن يكون اليوم الأول من الدوام الرسمي في 5 نيسان.
وشملت القرارات تخفيض حجم العاملين في مؤسسات القطاع العام الإداري إلى حدود /40/ % وفق نظام المناوبات بما يضمن حسن سير العمل وتخفيض عدد ساعات العمل واقتصارها على الفترة الممتدة من 9 صباحا حتى /2/ بعد الظهر وإلغاء نظام البصمة اليدوية لمدة شهر، فضلاً عن إيقاف كافة النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية والتي تتطلب تجمعات أو حشوداً بشرية، والتشدد في تطبيق منع تقديم النراجيل في المقاهي والمطاعم وإغلاق صالات المناسبات العامة واعتماد خطة تعقيم لوسائل النقل الجماعي
وصدرت أوامر بالتوسع في تجهيز مراكز الحجر الصحي بمعدل مركزين في كل محافظة وتزويدهما بالتجهيزات المادية والبشرية اللازمة وتسمية الكوادر الطبية لكل مركز حجر، إضافة إلى تجهيز طلاب السنة الأخيرة والدراسات العليا في كافة اختصاصات الطب البشري للانخراط في المشافي حينما يتم الإعلان عن الحاجة إليهم لتعزيز الكوادر الطبية فيها وتهيئة المشافي في الجامعات الخاصة ووضعها تحت تصرف وزارة الصحة عند اللزوم
وتأتي الإجراءات المتخذة لحكومة النظام السوري بعد توارد أنباء حول انتشار وتفشي فايروس كورونا في معظم المحافظات السورية.
ولم يعترف النظام حتى اليوم بوجود الفايروس، وبقيت التصريحات الرسمية على أن سوريا خالية من الكورونا وفقاً للتحاليل التي جرت للأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض مشابهة.
ونقلت صوت العاصمة عن مصادر طبية خاصة في 10 آذار الجاري أن فايروس كورونا بدأ بالتفشي فعلاً في شوارع سوريا وسط تعتيم حكومي على الأمر.
وقالت مصادر صوت العاصمة إن عمليات تصفية متعمدة تجري في مشفى المجتهد الحكومي بالعاصمة دمشق، لمُصابين يُعتقد أنهم يحملون الفايروس، عبر إعطائهم جرعات زائدة من المخدر.
ووثقت “صوت العاصمة” قتل فتاة في مشفى حكومي بريف دمشق الغربي، بعد إسعافها نتيجة اصابتها بأعراض تشابه أعراض فايروس كورونا. وتوفيت الفتاة بعد ساعات من وصولها المشفى، وسُجّل في التقرير الطبي أنها ماتت بسبب مرض رئوي. وقال مصدر مقرب من ذوي الفتاة لـ”صوت العاصمة”: “إن السلطات الرسمية أجبرتهم على دفنها من دون مراسم أو عزاء، تحت طائلة التهديد بالاعتقال والمُحاسبة، مع توقيع تعهد بأن الفتاة توفيت بفعل مرض رئوي مزمن”.
ونقلت صوت العاصمة عن مصدرها إن “عمليات التصفية للأشخاص الذين يُعتقد أنهم يحملون الفايروس تجري بمجرد تطابق الأعراض مع أعراض المرض، من دون التحقق القطعي من الإصابة، نظراً لعدم توفر الإمكانيات الطبية في سوريا المخصصة لهذا الأمر”.
وعلى الرغم من تعليق شركة أجنحة الشام السورية الخاصة للرحلات الجوية بين سوريا وإيران، نتيجة ضغط تعرضت له الحكومة السورية من الحكومة من تجار ونافذين، إلا أن شركة “ماهان إير” الإيرانية المُتهمة بالتعامل مع الحرس الثوري ما زالت تنظم رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي. وتنقل الشركة المقاتلين الإيرانيين بشكل شبه يومي إلى سوريا.