نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً قالت فيه إن عدداً من الشركات السياحية وتعمل على ترويج “السياحة المظلمة” في سوريا، بالتزامن مع اشتداد وتيرة المعارك ومحاولة سيطرة النظام السوري على محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة السورية.
وقالت الصحيفة إن عملاء الشركات السياحية يلجؤون لجذب الأشخاص الذين يتحدثون الإنجليزية، لتنظيم رحلات خاصة إلى سوريا، يتم خلالها المرور بالمناطق المدمرة والاختلاط بالسكان المحليين، والترويج للتمتع بالحياة الطبيعية التي عادت للعاصمة دمشق.
وأوضحت الصحيفة أن التصور السائد في بعض الأوساط في ظل استعادة سيطرة النظام على مناطق عدة كانت خاضعة لسيطرة المعاضة، إن سوريا أصبحت مفتوحة للأعمال التجارية بما فيها قطاع السياحة الذي كان يجني أرباحاً كبيرةً سابقاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الحكومات تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى سوريا لأسباب أمنية، وسط مساع من السوريين في دول اللجوء لإبعاد الأوروبيين عن التطبيع مع النظام.
وقالت الصحيفة إن اعتبار دمشق منطقة آمنة نسبياً على الرغم من الغارات الإسرائيلية المتكررة، وأجهزة الاستخبارات المنتشرة في العاصمة دمشق، زادت اهتمام السياح للمغامرة في السفر إلى سوريا التي بقيت خارج الحدود لمدة قاربت الـ 10 سنوات.
ولفت التقرير أن السياحة المرتبطة بالموت والمأساة تعتبر “سياحة مظلمة”، إضافة لاعتبار قضاء العطلات في البلاد التي ما زالت في حالة حرب ظاهرة جديدة من نوعها، يروج لها أشخاص مؤثرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي سعياً منهم للتغلب على الأماكن المحظورة.
وأكدت الصحيفة في تقريرها أن الجولات السياحية تستغرق أسبوعاً كاملاً، معظمها تتم في دمشق القديمة وقلعة الحصن قرب حمص، إضافة لزيارة مدينة تدمر الأثرية في الصحراء الشرقية التي تعرضت للعديد من الهجمات التي شنها تنظيم داعش.
وأضافت الصحيفة أن شركة ” يانغ بايونير تورز ” في الصين، تقيم رحلاتها إلى مدينة حلب، بكلفة تصل إلى 1965 دولار أمريكي، إضافة لتذاكر الطيران ورسوم التأشيرات وتأمين السفر، مشيرةً إلى أن عدد من عناصر النظام يرافقون المجموعات السياحية في حلب.
وذكرت الصحيفة أن المدون الإيرلندي “جوني وورد” التقى بمجموعة صغيرة من السياح، جاؤوا عبر شركتين روسيتين خلال الشهر الجاري، ونقلهم عبر الحدود اللبنانية البرية إلى سوريا، شملت دمشق وحمص وصيدنايا، واستمرت خمسة أيام.
وقال وورد “أين يمكننا الذهاب إذا سافرنا إلى دول لديها سياسة داخلية وخارجية نظيفة؟، هل ينتقد الناس الرحلات إلى فيغاس أو بكين أو سكة حديد سيبيريا؟”، مضيفاً: “اعتقد أن السياحة على مستوى القاعدة الشعبية تعيد الأموال للأشخاص الذين يحتاجونها”.
ونقلت الصحيفة قول السوري “بكري العبيد” المقيم في إدلب، والذي كان يدير شركة سياحية صغيرة في دمشق قبل مغادرته إلى مدينته حلب، ومنها إلى إدلب بعد سقوطها قبل ثلاث سنوات، إن هدف الشركات السياحية من الرحلات التي تقيمها هو التطبيع مع النظام، وإظهار سوريا آمنة وجميلة وأن الحرب قد انتهت أمام العالم.
المصدر: الغارديان
ترجمة: صوت العاصمة