على مدى سنوات، باتت رؤية الطوابير أمر روتيني في دمشق، فتارة من أجل الخبز، وتارة أخرى من أجل الغاز والمحروقات، أو ربما الحصول على سلة غذائية من المنظمات الخيرية، أو انتظار طويل لاستلام حوالة مالية، إلا أن الأمر هنا يبدو مختلفاً، خاصة في أحياء لم تشهد مثل تلك التجمعات بسبب وضعها الأمني وإقامة مسؤولي النظام وكبار التجار فيها .
هناك في حي “أبو رمانة” وبجانب السفارة السعودية، تشهد المنطقة ازدحاماً يومياً عند مقهى (Tobacco cafe) في انتظار الأركيلة والمشروب المجانيين، في ظاهرة لم تشهدها المدينة التي تعيش يومياً ارتفاعاً في أسعار كل شيء، والتي أصبح فيها دخول المقاهي محصوراً لأصحاب الدخل المرتفع، حيث قرر المقهى وفي وسيلة لجلب الزبائن تخصيص أيام تكون فيها الأركيلة مجانية، وفي بعض الأحيان يعلن أن كل شيء مجاني ولساعات محدودة.
وعلى عكس كل المناطق التي تمنع فيها الأجهزة الأمنية التجمعات الشبابية، تغض بصرها في أكثر المناطق حساسية بدمشق عن تلك الطوابير التي تصل إلى 50 شخص في بعض الأحيان.
أحد سكان المنطقة وفي حديث لشبكة “صوت العاصمة” قال إن الأمر بات مزعجاً أن ترى العشرات يقفون في الشارع في انتظار شيء ليس من أساسيات الحياة، وسط ضجيج غير محمول للسكان، وعدم تدخل أي جهة تمنع صاحب المقهى من تلك التجمعات، فيما رجحت مصادر أهلية أن يكون صاحب المقهى من أولئك الأشخاص أصحاب النفوذ والسلطة لدى أجهزة المخابرات.