صوت العاصمة – خاص
هزت ثلاثة انفجارات عنيفة صباح اليوم، الأحد، أحياء مدينة دمشق، فكان نصيب طريق المطار سيارة واحدة بالقرب من كلية الهندسة “الهمك” والثانية في حي الصناعية بالقرب من نادي النضال، أما الثالث والأكبر فهو في ساحة الغدير وسط دمشق، في مدخل حي العمارة بالقرب من أحد الحواجز العسكرية التابعة للميليشيات الشيعية.
المصادر الرسمية للنظام قالت أن الجهات المختصة لاحقت سيارتين يقودهما انتحاريين واستطاعت تفجيرها بالقرب من طريق المطار، فيما فجر انتحاري نفسه بسيارة ثالثة عند ساحة الغدير وسط دمشق، وخلفت التفجيرات الثلاثة أكثر من 14 قتيل وعدد من الجرحى ودماراً كبيراً في الممتلكات العامة، خاصة في محيط ساحة الغدير
مراسلونا في دمشق، أكدوا إغلاق طريق المطار عقب التفجيرات وإغلاق الطرق المؤدية إلى السيدة زينب خوفاً من تسلل سيارات أخرى، وإغلاق باب كلية الهمك أمام الطلاب، بالتزامن مع تأجيل الامتحانات إلى ما بعد الظهيرة بسبب التفجيرات التي حدثت، كما قامت أجهزة المخابرات بإغلاق الطريق إلى مناطق سيطرة الميليشيات الشيعية في دمشق القديمة، وإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة باب توما، فضلاً عم أزمات مرورية افتعلتها الحواجز الكبيرة المتمركزة على حدود مدينة دمشق كحاجز التاون سنتر باتجاه مدينة دمشق، الذي يحوي جهاز “سكنر” لمسح المتفجرات، فقد رصد مراسلونا أزمة خانقة على الحاجز تصل إلى أكثر من 2 كيلو متر، حيث يتم السماح لسيارة واحدة بالمرور كل خمسة دقايق تقريباً بعد تفتيش دقيق وإجراء الفيش الأمني لجميع المارة نساء ورجال، كما شهدت حواجز أخرى في مداخل العاصمة من جهة برزة عمليات تفتيش دقيقة للسيارات التي تقصد العاصمة دمشق، فيما عززت مخابرات النظام من التواجد الأمني في محيط ساحة التحرير فور وقوع التفجير مع إغلاق الطريق حتى ساعة إعداد هذا الخبر
الفوضى العارمة التي تسببت بها الحواجز، ترافقت مع تشييع قتلى تابعين لميليشيات محلية في أحياء زين العابدين بمنطقة المهاجرين، وآخرين في حي الأمين بدمشق القديمة، وسيط إطلاق نار كثيف أثناء التشييع، كما شهدت أحياء موالية للنظام إطلاق نار فرحاً بنجحاح عدد من طلاب الشهادة الثانوية أيضاً، كل ذلك بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي ينفذه جيش النظام على محاور جوبر وعين ترما
مصادر مقربة من النظام السوري أكدت لشبكة “صوت العاصمة” أن السيارات الثلاثة التي فجرت في دمشق مرّت على خطوط عسكرية، وكانت مزودة بحجب رؤية “فيميه” وكأنها سيارات أمنية أو تابعة للميليشيات الموالية، المصدر أكد أن الحديث الجاري في دمشق في الوهلة الأولى للتفجيرات أنها مفتلعة من قبل ميليشيات وتجار حروب، بعد الأنباء التي تواردت حول إزالة الحواجز العسكرية وإبقاء نقاط تفتيش فقط خاضعة لسيطرة قوى الأمن الداخلي، مع سحب الميليشيات الموالية إلى الجبهات، أو بعيداً عن المدن المكتظة بالسكان، فالإجماع الموالي والمعارض اليوم، يقول أن من قام بتلك التفجيرات يريد أن يوصل برسالة لرأس النظام السوري أن الحواجز ضرورية ومهمة من أجل إحلال الأمن والأمان في العاصمة السورية، فالقاصي والداني بات يعرف أن تلك الحواجز التشبيحية هي مصدر رزق للكثير من قيادات الميليشيات، فمئات الملايين شهرياً تدخل جيوب القيادات جراء تهريب السلاح والمخدرات عبر حواجزهم فضلاً عن عمليات الخطف والسرقة وتشليح السيارات والاعتقالات التعسفية على الحواجز العسكرية لأسباب مادية وطلب فدية من أهل المعتقل
ولكن لبعض الناس رأي آخر، فالرواية الأخرى تقول أن الغرض من استخدام سيارات “مفيمة” وبمهمات عسكرية هو من فعل النظام لبسط سلطة أقوى على الميليشيات وإغلاق الخط العسكري بشكل نهائي أمام السيارات التابعة لعناصر الجيش والمخابرات والميليشيات، والتي تمر عادة دون أي عمليات تفتيش او فيش أمني للتحقق منها
التفجيرات الثلاثة جاءت في اليوم الذي يفترض أن يتم تنفذ قرار البدء بسحب الحواجز في مدينة دمشق، وذلك بعد أن قامت مخابرات النظام بإزالة الخط العسكري من جميع الحواجز التابعة لفرع فلسطين في جنوب العاصمة دمشق وإبقاء الخط المدني، بحسب مصادر صوت العاصمة، فضلاً عن فتح طريق شارع الثورة – ساحة المحافظة وإزالة الحواجز الاسمنتية