أعلنت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التابعة لنظام الأسد، الاثنين 24 شباط، عن “استعدادها وجاهزيتها” لتأمين أدوات مكافحة الجراد الصحراوي، والمبيدات الخاصة به، تحسباً لظهور أي أسراب في سوريا، وفق وكالة “سانا” الموالية.
ونقل المصدر عن معاون وزير الزراعة “لؤي أصلان” قوله إن “الكوادر المتخصصة” استنفرت لمكافحة حشرة الجراد الصحراوي، وتجهيز غرف عمليات في مديريات الزراعة بمختلف المحافظات، لرصد أي تحرك للجراد وتأمين المبيدات اللازمة لها.
وأضاف أصلان أن “الظروف المناخية الحالية تحد من وصول الجراد، ولكن هذا لا يمنع من الاستعداد تفادياً لوصوله”،
مشيراً إلى “ضرورة تضافر الجهود، وحشدها، تحسباً لوصول الجراد”، إضافة للتنسيق مع الهيئة العامة لمكافحة الجراد العالمي، التي تزود جميع دول المنطقة بنشرات يومية لرصد تحركات الجراد بشكل دائم.
من جانبه، اعتبر مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة “فهر المشرف” الموضوع “مقلق للغاية”، كونه لا يمكن التنبؤ بحركة الأسراب، منوهاً إلى أن البرودة واتجاه الرياح عاملان قد يمنعانها من الوصول الى سوريا كما حصل العام الماضي حينما وصلت إلى السعودية ولم تصل إلى سوريا.
وذكر “المشرف”، في لقاء إذاعي، أن مكافحة الجراد تبدأ من “استعداد الفريق” للسرب الذي يبدأ بالتحرك مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث يتم رش المبيدات باتجاه تحركها، متوقعاً أن يتوجه الجراد باتجاه البادية، في حال وصل إلى سوريا، لذلك “يجب الاستعداد في كل المواقع”.
وحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، فيعتبر الجراد من أكثر الآفات المهاجرة تدميراً في العالم، وهو عبارة عن آفات “آكلة نهمة” تستهلك مثل وزنها في اليوم، ويتغذى على كل شيء، العشب والشجر والمحاصيل بمختلف أنواعها.
وتعتبر موجة أسراب الجراد، التي ضربت مناطق في الخليج العربي وأفريقيا وغرب آسيا، والتي بدأت من ساحل القرن الأفريقي، هي الأكبر منذ ربع قرن، حيث يصل تعداد السرب الواحد إلى ما يزيد عن 150 مليون جرادة. يذكر أن آخر “موجة خطيرة” من الجراد ضربت سوريا كانت في عام 1964.
ويبقى السؤال هنا، هل ستتمكن مؤسسات النظام المعنية من التصدي لأسراب الجراد، إذا ما وصلت إلى سوريا بالأعداد الكبيرة المتوقعة، أم سيتم التصدي لها كما جرى التصدي لأسراب الحشرات والخنافس التي انتشرت في عدة مدن سورية العام الماضي؟