عادت قضية الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الواجهة مجددا، من خلال تقارير صحفية أشارت إلى حصول تطورات دراماتيكية بما يخص رفات الجاسوس الذي أعدم في دمشق قبل نحو 55 عاماً، مع تأكيد إسرائيلي رسمي لاستمرار عمليات البحث عن الرفات.
وتجسّدت التطورات بما نشرته مواقع صحفية عبرية، قالت إنّ غرضاً شخصياً للجاسوس وصل إلى إسرائيل من دمشق، التي تشهد عمليات بحث “روسية” عن الرفات.
توضيحات رسمية
وفي حين أكّد أنّ عمليات البحث عن الرفات المدفون في سوريا لا تتوقف، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو ما ذكر بشأن وصول الغرض الشخصي للجاسوس.
كما نفى نيتنياهو في بيانٍ صادر عن مكتبه مساء أمس الثلاثاء 9 آذار، أن تكون مساعي إعادة الرفات مرتبطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال نتنياهو: “لدينا التزام بإعادة جميع سجنائنا، أما بالنسبة لكوهين، فنحن لا نتوقف عن البحث، واستدرك: “لم أقل إننا نفعل ذلك من خلال روسيا، نحن لا نتوانى عن العمل والجهود مستمرة وآمل أن تؤتي ثمارها، أتمنى أن نحقق نتائج”.
“الغرض الشخصي”
وجاء نفي نيتنياهو للتطورات الأخيرة، ردّا على تقرير نشرته قناة “i24news” العبرية التي نقلت عن مصدر في حكومة النظام السوري قوله إنّ النظام سلم “غرضا شخصيا” تعود ملكيته للجاسوس الإسرائيلي كوهين، إلى السلطات الروسية.
وأضافت القناة نقلا عن مصدرها الذي لم تسمه أنّ الروس نقلوا الغرض إلى إسرائيل، وقد يكون قطعة من ملابس أو وثيقة تخص الجاسوس.
لكنّ المصدر أشار إلى وجود خلاف حول التنازلات التي يجب انتزاعها من تل أبيب للحصول على مزيد من المعلومات بشأن الرفات، بحسب القناة.
كما نقلت القناة عن مصدر مقرب من المخابرات العسكرية الروسية، قوله إنّ السوريين قدموا للوحدات الروسية خرائط تفصيلية للمنطقة المحيطة بمخيم اليرموك للاجئين، وهو النقطة المحورية للبحث.
بدورها، نفت كل من ابنة وشقيق كوهين، تلقيهما معلومات رسمية من تل أبيب بشأن وصول الغرض الشخصي، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية مكان.
وفي وقت سابق من عام 2018، استعادت إسرائيل ساعة كوهين، ضمن ما أسمتها “عملية خاصة”، لم توضّحها.
البداية في نبش القضية
وبدأ الحديث عن رفات كوهين في أعقاب نشر موقع صوت العاصمة خبراً حصريا بمواصلة روسيا أعمال نبش القبور في مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وذكرت مصادر صوت العاصمة وقتذاك أنّ الروس أطلقوا، عمليات نبش وتنقيب جديدة في مقبرة مخيم اليرموك، مشيرةً إلى أن الروس يستخدمون عربة طبية لجمع عينات من الجثث بهدف تحليل السلسلة الوراثية “DNA”، في المقبرة ومحيطها، ومناطق أخرى داخل مخيم اليرموك، ضمن عمليات البحث.
وتلقّفت مواقع أجنبية وعربية وسورية الخبر الحصري، لتعود قضية الرفات وصاحبه الذي أُعدم في سوريا عام 1965 إلى الواجهة.
وتطالب عائلة كوهين سلطات النظام بالرفات بشكل دائم، وفقاً لما قال الصحفي الإسرائيلي شمعون أران لهيئة البث التي ربطت إثارة القضية باقتراب الانتخابات في إسرائيل.
وذكّر الصحفي بأنّه في عام 2019، استبق نيتنياهو الانتخابات بإعادة رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باوميل الذي قتل في معركة السلطان يعقوب عام 1983، ودفن في مقبرة اليرموك.