نشرت صحيفة “زافترا” الروسية، في مقال نشرته أمس، السبت 20 شباط، عن رسالة سرّية وجّهها رأس النظام السوري “بشار الأسد” لروسيا، في ظل معارك الغوطة الشرقية عام 2013.
وقالت الصحيفة إن الرسالة الواردة إلى روسيا تمام الساعة 16:56 من يوم الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2013، جاء فيها: “لقد قدمنا الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي، واضعين ثقتنا بأن تقدّم روسيا البدائل اللازمة لمواجهة العدوان “الإرهابي” على وطننا. لكن الأمور في الوقت الراهن تشير إلى انهيار مفاجئ محتمل خلال أيام معدودة، بعد خسارتنا بالأمس أكبر 5 بلدات في الغوطة، ووصول “المسلّحين” إلى مسافة 3 كيلومترات من مطار دمشق الدولي، وقطعهم طريق دمشق حمص الدولي، بعد “احتلالهم” مدينة دير عطية، ونفاذ قدرتنا البشرية والنارية. لهذا فإن هناك ضرورة ماسة جداً للتدخل العسكري المباشر من قبل روسيا، وإلا سقطت سوريا والعالم المدني بأسره بيد “الإرهابيين الإسلاميين”، وفقاً لما ترجمته “روسيا اليوم”.
وأضافت الصحيفة أن موسكو اتخذت قرار التدخل العسكري في سوريا بعد الرسالة الواردة، وكان لا بد لها من إنشاء قناة اتصال عسكرية مع القوات الأمريكية الموجودة على الأرض في سوريا، مشيرةً إلى أن تشكيل مجموعة “أستانا” نتج إثر ذلك.
وجاء الكشف عن الرسالة المذكورة، ضمن مقال نشرته الصحيفة الروسية تحت عنوان “هل تلجأ دمشق للتطبيع مع إسرائيل؟”، بعد يوم واحد على عقد وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، اجتماعاً مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسن”، تطرق خلاله الجانبان إلى نتائج الاجتماع الدولي الـ 15 حول سوريا في إطار مسار أستانا الذي عُقد في مدينة سوتشي الروسية الأسبوع الفائت، إلى جانب مناقشة عمل اللجنة الدستورية المصغرة التي عقدت جلستها الخامسة في جنيف أواخر الشهر الفائت.
وأشارت الصحيفة إلى أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” لا يثق بمصداقية المجتمع الدولي أو دوره في توفير الضمانات الكافية أثناء عمليات التحوّل، لافتة إلى أن “الأسد” يخشى مواجهة مصير مشابه لمصير الرئيس اليوغوسلافي السابق “سلوبودان ميلوسيفيتش” الذي قضى نحبه في السجن بعد أن “خدعه” الغرب، وفقاً لتعبيرها.