حصلت جامعة “بيام نور” الإيرانية، خلال الأيام القليلة الماضية، على ترخيص “رسمي” لافتتاح فروع لها داخل الأراضي السورية.
وقالت صحيفة “النهار” اللبنانية، إن الجامعة الإيرانية حصلت على ترخيص صادر عن “وزارة التعليم العالي” في حكومة النظام، بعد مباحثات “لم تستغرق وقتاً طويلاً”.
وأضافت الصحيفة أن منح ترخيص جديد للجامعة، يأتي ي إطار مساعي إيران إلى توسيع توغلها في سوريا، تحت غطاء علمي وثقافي، بعد توغلها عسكرياً وأمنياً.
وكثّفت إيران جهودها للاستحواذ على حصة من سوق الجامعات السورية، بذريعة “التعاون بين الجامعات الإيرانية والسورية في مجال البحث والإنتاج والمشاريع العلمية والمعرفية، وربطها بالمشاريع التنموية والصناعية والإنتاجية في البلدين”، كما زادت عدد المنح الدراسية للجانب السوري، وأقامت مشاريع بحثية مشتركة.
وتعتبر جامعة “بيام نور” التي تحمل طابعاً إيرانياً “شيعياً”، من أكبر الجامعات في إيران، وتأسست عام 1988 وتتبع لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا.
الجامعة الإيرانية السادسة في سوريا:
تُعد جامعة “بيام نور” الإيرانية الحاصلة على الترخيص الجديد، الجامعة الإيرانية السادسة من نوعها في سوريا، بعد منح تراخيص لخمس جامعة إيرانية سابقاً.
وكانت “جامعة الفارابي” هي الجامعة الإيرانية الوحيدة في سوريا قبل عام 2011، حيث التي أنشئت كمؤسسة تعليمية بحثية مشتركة بالتعاون مع جامعة تشرين في محافظة اللاذقية عام 2008.
وافتتحت عدّة جامعات إيرانية، فروعاً لها في سوريا خلال السنوات العشر الماضية، بينها “الجامعة الإسلامية الحرة/آزاد”، و”كلية المذاهب” في دمشق، و”جامعة مصطفى” الدولية، إضافة لجامعة “تربية مدرس” المختصة في إعداد أساتذة الجامعات وتخريجهم، والتي حصلت على ترخيصها في سوريا عام 2018.
ووقّعت جامعتا دمشق وطهران، منتصف عام 2021، مذكرة تفاهم تضمن الأسس الأولية لجميع الاتفاقيات اللاحقة بين الطرفين في مجال الاختصاصات الدراسية، سبقها توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي التربية في كل من دمشق وطهران، تتضمن تبادل الخبرات والتجارب في المجالات العلمية والتعليمية والتربوية، وتقديم الخدمات الفنية والهندسية وترميم المدارس، مطلع عام 2020.
وأعلنت جامعة حماة عام 2018 عن توقيع اتفاقيات تعاون علمي مع 3 جامعات إيرانية هي “جامعة فردوسي” في مدينة مشهد، و”جامعة أمير كبير” التقنية، إضافة لتوقيع اتفاق نوعي مع “جامعة الزهراء” للإناث.
ويحمل قسم من الجامعات الإيرانية في سوريا “طابعاً دينياً” وتختص بالعقيدة الشيعية وتدرّس المناهج باللغة العربية، فيما يحمل القسم الآخر صفة “الحكومية”، والتي كان هدفها المُعلن تدريس المناهج العلمية كالفيزياء والرياضيات، إلا أنها بدأت أخيراً تدريس ما يسمى “الفلسفة الفارسية”.
ونشر معهد واشنطن في وقت سابق، تقريراً بعنوان “تأثير تربوي”، قال فيه إن “ثمة تطوراً يشير إلى هدف إيران المتمثل بضمان وجود متعدد الأجيال في سوريا، وهو ما يعكسه القرار الرسمي السوري بافتتاح أقسام اللغة الفارسية في العديد من المؤسسات التعليمية، بما فيها جامعات دمشق وحمص واللاذقية”.