ترجمة صوت العاصمة
قتل ثلاثة عناصر روس من المتعاقدين مع الشركات القتالية الخاصة من غير العسكريين أواخر شهر حزيران الفائت، في معركة دارت بالقرب من حقول النفط شمال تدمر في البادية السورية.
وقالت صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية في تحقيق لها نشرته يوم أمس الأربعاء 31 تموز إن العناصر القتلى يعملون لدى شركة عسكرية خاصة مقرها في “كوبيبكا” بالقرب من العاصمة موسكو، تم نقلهم جواً إلى سوريا للقتال بجانب لواء القوات الخاصة كقوات رديفة.
هوية مجهولة:
قالت “نوفايا غازيتا” في تحقيقها إن العناصر التابعين للشركات القتالية الروسية الخاصة يعملون في الأراضي السورية بأسماء وهمية، مشيرةً إلى أن العناصر الثلاثة القتلى يطلقون على أنفسهم أسماء “تانكيست، وشامان، وكيرات” بحسب تسجيلات نداء حصلت عليها الصحيفة.
وكشفت الصحيفة هوية اثنين منهم، فيما بقيت هوية القتيل الثالث مجهولة، لافتةً إنها اكتفت بذكر الاسم الأول لكل منهما لأسباب أمنية بحسب وصفها.
وبحسب الصحيفة فإن الحقيقي للمقاتل “تانكيست” هو “ألكسي” ويبلغ من العمر 32 عاماً، مضيفةً أنه تخرج من المدرسة المهنية، وأدى خدمته العسكرية في وحدة البندقية الآلية، ثم عمل حارساً ليلاً بإحدى الشركات قبل انضمامه لكتيبة “أمور” العاملة في راج روسيا عام 2014، وانتقل منها إلى شركة “فاغنر” التي قاتل تحت رايتها في أوكرانيا وسوريا، وانتقل أخيراً إلى شركة “شيلد” التي تابع قتاله في صفوفها في سوريا حيث لقي مصرعه.
وتابعت الصحيفة عن تفاصيل المقاتل “شامان” لافتةً أن اسمه الحقيقي “ديفيد هوندا” ويبلغ من العمر 42 عاماً، من مواليد مدينة “خكاسياو”، كان يعمل في قوات السكك الحديدية، ثم انتقل إلى الشرطة، وخدم في الفيلق الفرنسي، وحارب في منطقة “لوهانسك” في كتيبة “فيتاز” خارج روسيا عام 2015، ثم انتقل للعمل في شركة “الدرع” في سوريا التي قتل فيها، ودفن في منزله في “خاكاسيا” الروسية، مشيرةً إلى أن السجلات الرسمية خلطت اسمين لهذا المقاتل هما “ديفيد وبيتر”، مرجحة أن تغيير الاسم مرتبط بالأمن الروسي.
شهادات الوفاة ممنوعة:
قالت عائلة المقاتل “ديفيد هوندا” إنها استلمت جثة ولدها الذي سافر إلى سوريا بعد فترة وجيزة من سفره، كان ينقلها أحد زملاءه الذي قدم نفسه باسم مستعار أيضاً.
وتابعت العائلة أنها استلمت شهادة وفاة باللغة العربية مغمورة من وحدة البريد الميداني العسكري دون أي توقيع روسي رسمي، ومشيرةً إلى أن سبب الوفاة بحسب تقرير الطبيب الشرعي السوري المغمور بتوقيعات “العميد غسان علي درويش” والعميد السوري شفيق عباس ومدير المشفى “زكي أزرق” هو مزيف دماغي نتيجة انفجار مجهول بتاريخ 15 كانون الثاني 2019.
وأضافت العائلة إنها استلمت النعش مختوماً ومنعت من فتحه، مرفقاً معه شهادات مغمورة بخاتم عسكري موقعة من قائد استقبال وتخزين ونقل جثث القتلى، ورئيس الخدمة الطبية، تفيد بإن الجثة داخل النعش تعود لـ “ديفيد” وبأنه لا يملك أي استثمارات خارج البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن البريد الميداني للوحدة العسكرية المرفق في شهادة وفاة ديفيد يحمل رقم “23944” وهو الاسم الرمزي لتجمع القوات المسلحة الروسية في سوريا.
وأكدت الصحيفة إن شهادة الوفاة التي تم احضارها من سوريا لا تسمح لعائلته بالحصول على شهادة وفاة روسية، مضيفةً إلى أن الجهة المسؤولة عن شهادات الوفاة في روسيا أرسلت عائلة ديفيد إلى مكتب تسجيل العسكريين للحصول على أوراق ثبوتية، إلا أنهم فشلوا في ذلك لأنه يعمل في شركة خاصة وغير مسجل في سجلات العسكريين الروس.
شركات مقاتلة في سوريا:
الدرع:
بدأت شركة الدرع ” Security Security Shield” بنشر رسائلها عام 2018 في المناطق الريفية بمحيط موسكو، واتخذت مقراً لها بالقرب من مقر اللواء 45 المحمول جواً، دون الإفصاح عن المالك الرئيسي للشركة، إلا أن مصادر الصحيفة أكدت أن هناك جنرالات سابقون رفيعو المستوى يقفون وراء تشكيلها.
يقتصر تسليح مقاتلي شركة الدرع على البنادق الحربية الخفيفة، ولا يحق لها امتلاك الدبابات والمدفعية وأنظمة الصواريخ، على عكس مجموعة فاغنر التي يحق لها حيازة جميع أنواع الأسلحة، إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر مخابراتية أن عناصر الدرع كانوا يبحثون على خبراء لإنشاء مرابض الهاون، ما يعتبر مخالفاً لميثاق تأسيسها.
سترويترجاز:
قالت صحيفة “نوفايا غازيتا” إن شركة “سترويترغاز” تعمل في سوريا منذ عام 2000 بمعرفة رئيسها “جينادي تيمشينكو”، مشيرةً إلى أن خريطة سوريا موضوعة على الموقع الرسمي للشركة، ويظهر عليها حقل الفوسفات قرب تدمر ومحطة الغاز شرقي حمص وخط غاز بين حمص واللاذقية بطول 139 كم.
وقالت صحيفة روسية إن الشركة ستعمل على بناء قرية سياحية في محافظة طرطوس تحمل اسم “المنارة”، ناقلة تصريحات عن مدرائها أنهم قائمين على أعمال الشركة في سوريا.
وبحسب الصحيفة فإنها شركة سترويترجاز رفضت الإفصاح لها عن معلومات حول منشآت الشركة في سوريا، والتعامل مع شركة الدرع وخلفية الشركة.
ولفتت الصحيفة إن مجمع الأمن التابع لشركة الدرع لم يبنى بالقرب من لواء الحرس 45 في موسكو عن طريق الخطأ، مؤكدةً وجود محاربين قدامى فيها.
موران سيكيوريتي:
قام عدد من مدراء شركة “موران سيكيوريتي” العسكرية الروسية الخاصة عام 2013 بالاتفاق مع تجار نفط غير معروفين لدى حكومة النظام بتشكيل مجموعة قوامها 250 مقاتلاً، مهمتهم حماية المنشآت النفطية السورية والقتال من أجل حقول النفط في دير الزور.
وبحسب الصحيفة فإن تلك الشركات خسرت عدداً من مقاتليها نتيجة الاشتباكات مع تنظيم داعش في المنطقة، وأجبروا على الانسحاب منها عدة مرات، ما دفع المدراء لتسليم المهمة لشركة أخرى.
وأكدت الصحيفة أنباء اعتقال اثنين من الضباط الروس في مطار موسكو، وخضعوا للتحقيق برفقة عدد من المقاتلين الذين أرسلوا إلى منازلهم بشكل سري، ثم عادوا إلى سوريا بعد أقل من عام على إطلاق سراحهم.
وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية عام 2018، إنه يوجد عشرات القتلى من الشركات الخاصة الروسية في سوريا وفقاً لتقارير خبراء روس، وأن بعض الشركات لا تفصح عن أعداد قتلاها.
وقدم فريق الاستخبارات المعني بالنزاعات تقريراً عن وجود الشركات العسكرية الخاصة ذات الجذور الأوكرانية الروسية “فيغا”، يشارك موظفوها بشكل أساسي في تدريب مقاتلي الميليشيات السورية الموالية للنظام.
المصدر: صحيفة نوفايا غازيتا الروسية