قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، إن ما يجري في محافظة السويداء محزن جداً على جميع الأصعدة، لكنه كان متوقعاً نتيجة غياب التشاركية في مسار الانتقال السياسي في سوريا.
وأوضح عبد الغني في تصريحات لموقع “تلفزيون سوريا”، أن الشبكة كانت قد دعت منذ الأشهر الأولى للنزاع إلى الانتقال من شرعية ثورية إلى تعددية سياسية يكون جوهرها التشاركية، معتبراً أن الانتخابات غير ممكنة في السياق السوري الراهن، ما يجعل الحوار السياسي والضمانات التمثيلية ضرورة ملحّة.
وأشار إلى أن النصر الذي تحقق في بعض المناطق لم يكن عسكرياً فقط، بل شاركت فيه جميع مكونات المجتمع، ما كان يفرض برأيه على الجهة المسيطرة أن تتنازل وتُشرك باقي القوى لتوليد قناعة عامة بأن الجميع ممثَّلون في الحكم الجديد.
وأضاف عبد الغني أن المراحل الانتقالية يجب أن تُبنى على التعددية والتشاركية، خاصة في ظل غياب الأحزاب والانتخابات الحرة. ورأى أن هذا يتطلب استدعاء ممثلين عن التيارات المجتمعية الحالية من عشائر وأعيان وطوائف، معتبراً أن هذه المكونات ليست مجرد أعراف أو هويات دينية، بل مكونات سياسية لا بد من دمجها.
وتابع عبد الغني أن المشكلة في جوهرها سياسية وليست أمنية، مشدداً على أنه كان ينبغي للسلطة أن تدمج هذه المكونات وتُشركها في الحكم، من خلال إدماج حقيقي في مؤسسات الدولة، وضمان تمثيل أوسع في الحكومة، والمشاركة في صياغة إعلان دستوري وتشكيل مجلس شعب بطريقة نظامية وقانونية.
وأكد أن غياب هذا النهج التشاركي هو ما يؤدي إلى التوترات والصدامات، ليس في السويداء فقط، بل في العلاقة بين السلطة وكل مكونات المجتمع السوري، سواء من الدروز أو الأكراد أو العلويين أو المسيحيين أو السنة، مشيراً إلى أن الدمج القسري والسيطرة بالقوة لا يمكن أن يؤديا إلى استقرار، بل إلى مواجهات عسكرية محزنة كما نشهد اليوم.
وشهدت محافظة السويداء خلال الأيام الماضية اشتباكات بين فصائل محلية ومسلحين من العشائر، دفعت الحكومة السورية إلى إرسال أرتال عسكرية إلى المنطقة لتهدئة الأوضاع، إلا أن الأمر تطور إلى اشتباكات مع الجيش السوري أيضاً.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، المقدم حسن عبد الغني، إن 18 عنصراً من الجيش السوري قُتلوا في اشتباكات مع مجموعات مسلحة في محافظة السويداء.
وأكد في بيان مصور عزم القوات المسلحة على إنهاء الاشتباكات العبثية، وملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون، بالتنسيق مع وجهاء المحافظة، في إطار عملية تهدف إلى ضبط الوضع الأمني في المحافظة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عن وقف تام لإطلاق النار في السويداء، استجابةً للاتفاق مع وجهاء وأعيان المحافظة.