قال المصور الصحفي السوري عمار عبد ربّه الذي عاد إلى دمشق بعد 14 عاماً على خروجه القسري منها إنّه دخل إلى مدينته بعد أيام على سقوط النظام المخلوع، مشيراً إلى أنّ أول صورة التقطتها عدسته لدى عبوره الحدود من لبنان إلى سوريا كانت لوجه بشار الأسد ممزقاً على إحدى اليافطات.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أنّ العودة ليست عادية إلى صحفي أمضى أياماً إلى جانب بشار الأسد مصوراً إياه وعائلته، ومتنقلاً معه بين عواصم العالم، لافتةً إلى أنّ ذلك حدث قبل أن ينقلب المسار مع اندلاع الثورة السورية، حيث أصبح كل ما جمع بين عبد ربّه والأسد من الماضي في عام 2011، مع اتخاذ المصوّر موقفاً ضد النظام.
ووثقت عدسة عبد ربّه لحظات تاريخية في عهد حافظ الأسد كذلك، مثل لقائه مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، حيث التقط مشهد المصافحة الشهيرة بينهما، كما كان من المصوّرين الفوتوغرافيين القلائل الذين واكبوا مراسم دفن الأسد الأب في القرداحة عام 2000، وقد تفرّد حينها بلقطة بشّار فوق نعش والده.
هذا القرب من القصر ورئيسه دفع البعض إلى الظن بأنّ عبد ربّه هو مصوّر بشار الخاص، خصوصاً أنّه رافقه في معظم رحلاته الخارجية، وأنجز له ولعائلته صور بورتريه كثيرة، لكنه يصرّ على أنّه تواجد في هذا الموقع من باب المهنة، هو الذي جمعته جلسات تصوير عدة بكبار القادة العرب والغربيين بصفته مصوّراً محترفاً ومتعاوناً لسنوات في وكالة الصحافة الفرنسية وغيرها من الوكالات العالمية.
واتخّذ عبد ربّه المقيم في باريس مع اندلاع الثورة السورية عام 2011 موقفاً واضحاً ضد النظام المخلوع، فباتت العودة إلى دمشق مستحيلة، في حين لم تشفع له معرفته بالأسد وزوجته، فبات المنفى الدائم الخيار الوحيد، بحسب الصحيفة.
وقبل تولي بشار الأسد الرئاسة بـ 4 سنوات، وفي وقتٍ كان التصوير يشغل الكثير من اهتمامه، لفتت لقطات عمّار عبد ربّه نظر الأسد، فدعاه إلى لقاء يسمع فيه منه نصائح بشأن التصوير.
واقتصر الاجتماع الأول بين الرجلين على المعلومات التقنية، كما التقط له في تلك الجلسة صوراً تفاجأ بأنها تحوّلت إلى بوستر انتشر في أرجاء سوريا، بعد أن أصبح رئيساً.