كشف المستشار الروسي، رامي الشاعر، أنّ موسكو طلبت من بشار الأسد بعد وصول إدارة العمليات العسكرية إلى مشارف مدينة حمص، بأنّ يُصدر أوامر للجيش بالانسحاب من القطعات وعدم الانخراط في مواجهة عسكرية.
وفسّر الشاعر موافقة إيران على هذا السيناريو بالقناعة بـ “ضعف الدفاعات السورية وضرورة عدم إشعال مواجهة ستفضي إلى مجزرة ولا تسمح للنظام بالصمود”، وفق صحيفة الشرق الأوسط.
وأضاف أنّه “في هذه المرحلة بدا واضحاً أنّ الأمور خرجت عن سيطرة النظام، خصوصاً مع إحكام الطوق حول حمص، وفي هذا الوقت كانت التحضيرات متسارعة لعقد الاجتماع الثلاثي لمجموعة آستانة في الدوحة على المستوى الوزاري. وتم في هذه المرحلة الاتصال بالأسد وتقديم ضمانات أمنية له ولكل أفراد عائلته بخروج آمن، مع تأكيد أهمية عدم إبداء مقاومة وتوجيه تعليمات للقطاعات العسكرية، وإعلان بيان التنحي عن منصبه”.
وذكر أنّ “موافقة الأسد جاءت بعد مرور ساعات معدودة على تلقيه الاقتراح، لكنها كانت ساعات مليئة بتطورات ميدانية”، مشيراً إلى أنّ وزير الدفاع أصدر أوامر للجيش والفروع الأمنية التابعة للمؤسسة العسكرية بعدم المقاومة، وتوجيه الضباط والجنود لالتزام بيوتهم وخلع البزات العسكرية والتحول إلى ملابس مدنية.
في أثناء الحوار بالدوحة، في الليلة التي سبقت سقوط النظام، جرى التركيز على الدور الذي يمكن أن تقوم به مجموعة آستانة لمساعدة سوريا في الوضع الجديد الناشئ.
ورأى الشاعر أنه عملياً وبفضل تلك التحركات “تم تفادي سقوط سوريا في مواجهة طائفية طاحنة، وتحول الوضع إلى حرب أهلية واسعة النطاق”.
وقال إنّ “هذه المرة الثانية التي تنقذ موسكو فيها سوريا، المرة السابقة عندما كان المسلحون على أبواب دمشق المحاصرة وكان يمكن لولا التدخل الروسي العاجل أنّ تدمر المدينة وأن يقتل في المواجهات ما لا يقل عن مليون نسمة من سكانها”.
في السياق، أوضح الشاعر أنّ موسكو اتخذت القرار بمنح اللجوء للأسد في إطار تجاوبه مع مطلب عدم المقاومة، وإصدار أوامر بعدم مواجهة الهجوم من جانب إدارة العمليات العسكرية.
وتابع: “المهم بالنسبة إلى روسيا أنّه تم بالفعل تفادي اقتتال مدمر كان يمكن أن يستمر طويلاً ويقوض البلاد”، لافتاً إلى أنّ موسكو تدرك أن غالبية الشعب السوري ربما تكون مستاءة من خطوة منح اللجوء للأسد وأفراد عائلته، لكن نحن على ثقة بأنّه مع التغييرات التي تجري في سوريا والانتقال تدريجياً نحو وضع مستقر، سوف يتفهم السوريون دوافع هذا القرار”.
ونوّه في الوقت ذاته إلى أنّ “منح اللجوء حالياً للأسد لا يعني أنّه سيبقى في موسكو”. وحول آلية تنفيذ قرار منح اللجوء، بيّن الشاعر أنّه “تم الاتصال بالأسد عبر القناة المباشرة وجرى لقاء شخصي مباشر معه قُدمت خلاله تأكيدات بالضمانات بخروج آمن له ولكل أفراد عائلته”، مشيراً إلى أنّ “الأسد نُقل على متن طائرة مباشرة من دمشق إلى موس