عقد مجلس الأمن الدولي جلسة، مساء الثلاثاء 3 كانون الأول الجاري، بشأن التطورات الأخيرة في سوريا، تخلّلها سجال حادّ واتهامات متبادلة بين مندوبي الدول.
ووجه مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك أصابع الاتهام إل إسرائيل وتركيا بالقول إنّ “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا مهدت الطريق لهجوم الجماعات المسلحة”.
وأضاف: “الهجوم على شمال سوريا لم يكن من الممكن تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك، الهجوم على حلب تزامن مع تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم الخارجي لهم بما فيه العتاد الحربي والأسلحة الثقيلة والعربات والطائرات المسيرة وتقنيات الاتصال الحديثة وتأمين خطوط الإمداد العسكري واللوجيستي”.
وشدّد الضحاك على أنّ الهجوم دفع بآلاف العائلات في حلب للنزوح إلى مناطق سيطرة النظام، في حين يعاني من لم يخرج من ظروف إنسانية صعبة، مطالباً مجلس الأمن بإدانة الهجوم وإلزام “الدول المشغلة لهذه التنظيمات بالعدول عن سياساتها”، على حد وصفه.
واتهم روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، النظام السوري بمهاجمة مستشفيات ومدارس في إدلب وحلب بدعم من روسيا، ونفى أي صلة لواشنطن بهجوم فصائل المعارضة.
ودعا وود إلى حماية المدنيين والبنية التحتية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون عراقيل، مطالباً النظام السوري بألا يشن هجمات بالأسلحة الكيميائية كما حدث في السنوات الماضية.
من جانبه، قال مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إنّ “400 مسلح قُتلوا وأصيب 600 آخرون منذ بداية هجوم فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا”، متهماً الولايات المتحدة بدعم من وصفها بـ “التنظيمات الإرهابية في سوريا واحتلال المناطق الغنية بالنفط”.
وطالب بإنهاء “الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي لتحقيق الاستقرار في سوريا”، واصفاً الوضع في سوريا بأنّه “غير مسبوق وحرج”.
المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، حذّر من أنّ الوضع في سوريا “خطير ومتغيّر”، مشيراً إلى أنّ هناك مساحات شاسعة من البلاد تخضع لسيطرة أطراف من غير الدول، وأنّ الوضع قد يؤدي إلى عودة ظهور تنظيم “داعش”.
وأضاف بيدرسون أنّ فصائل المعارضة حققت تقدماً واقتربت كثيراً من مدينة حماة، محذّراً من احتمال اندلاع نزاعات في مناطق أخرى في سوريا ومن عمليات نزوح على نطاق واسع، وحث كل الأطراف على العمل على حماية المدنيين وإتاحة العبور الآمن للفارين من العنف.
وعبّر المبعوث البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي عن قلق بلاده إزاء زيادة التصعيد في سوريا ما سيؤدي إلى مزيد من النزوح والتشريد، مضيفاً أنّ لندن قلقة من احتمال أنّ يشن النظام السوري أو روسيا هجمات واسعة النطاق ضد المدنيين.
وجاء ذلك على خلفية بدء فصائل المعارضة عملاً عسكرياً تحت اسم “ردع العدوان”، سيطرت خلاله على مساحات واسعة شمال غربي البلاد، شملت مدينة حلب، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب وعشرات القرى والبلدات في ريف حماة وباتت على مشارف مدينة حماة.