صوت العاصمة – خاص
كشفت مصادر خاصة لصوت العاصمة عن سرقات بعشرات ملايين الليرات شهرياً في خط الكهرباء الذهبي الواصل إلى بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم في ريف دمشق والمغذي للدوائر والمنشآت الحكومية وبعض محطات المياه والمفارز الأمنية.
وجرى توصيل الخط الذهبي التحت أرضي خلال العام الفائت لتغذية المرافق الخدمية والمؤسسات الحكومية بالكهرباء على مدار الساعة، كما تمّ تركيب محولات خافضة للتوتر العالي بالقرب من كلِّ مركز أو مؤسسة.
وأوضحت المصادر أنّ رؤساء وموظفي في بلديات البلدات الثلاث وغالبية المسؤولين عن المؤسسات الحكومية وضباط المفارز الأمنية قاموا ببيع الكهرباء للقطاع الخاص كالمطاعم والمقاهي والمحال تجارية والورش الصناعية والأبنية السكنية والمزارع وفق نظام الأمبيرات.
واكتشفت عملية السرقة في محطة كهرباء القزاز التي خصصت للخط الذهبي حمولة سقفها 500 أمبير، ليتبين لدى المحطة بأن الحمولات زادت بنسبة 140% وحجم الاستهلاك وصل إلى 1200 أمبير.
وتركزّت غالبية عمليات البيع ضمن خطوط فرعية مخصصة لتغذية آبار المياه ومحطات الضخ والتي من المفترض أنّ تكون الحمولات عليها لمدة ثمانية ساعات تبدأ من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً، إلا أنّ الأحمال كانت بتوتيرة واحدة على مدار اليوم ما أثار شكوك العاملين في محطة الكهرباء المغدية للخط الذهبي.
ويبيع المسؤولين عن الدوائر والمؤسسات والمفارز الأمبيرات بالأسعار المحددة من قبل مستثمري القطاع الخاص، والتي وصلت في بعض مناطق دمشق وريفها لأكثر من 25 ألف ليرة في الأسبوع الواحد بمتوسط 8 ساعات وصل يومياً.
ووفقاً لمصادر صوت العاصمة فإنّ قسم الطوارئ في محطة كهرباء القزاز تقدّم بشكوى قضائية على كافة المسؤولين عن محكمة ببيلا والدوائر الحكومية والمراكز الخدمية ورؤساء وبعض موظفي البلديات وضباط مفارز أمنية في المنطقة بتهمة المنفعة المالية الخاصة من خطوط الكهرباء العامة المعفية من التقنين.
وقال مراسل صوت العاصمة إنّ قسم الطوارئ قطع كهرباء الخط الذهبي لمدة يومين متتالين أجرى خلالهما حملة تفتيش على كافة الخطوط المتفرعة عنه لقطعها وتنظيم مخالفات السرقات بحق المسؤولين عنها.
وأضاف المراسل أنّ معظم المسؤولين عن السرقات دفعوا رشاوى لمحطة كهرباء القزاز وموظفي قسم الطوارئ للاكتفاء بفصل خطوط البيع للقطاع الخاص وعدم تنظيم ضبوط المخالفات.
وأعاد قسم الطوارئ بداية الأسبوع الجاري تغذية الخط الذهبي بالكهرباء مع استمرار حملات التفتيش على محولات كهرباء الجهد المنخفض ومراقبة الأحمال لكافة المراكز والمؤسسات.
وبيّن المراسل أنّه خلال الحملة جرى قطع عشرات الخطوط الجانبية المستجرة بشكل غير قانوني لصالح القطاع الخاص.
وليست المرة الأولى التي يتم فيها استغلال وسرقة الخط الذهبي في المنطقة، إذ كشف موقع صوت العاصمة أواخر العام 2022 عن سرقة أعضاء اللجنة الحزبية والمفرزة الأمنية في يلدا لكهرباء الخط الذي تم توصيله حينها على نفقة أهالي البلدة لتغذية المرافقة الخدمية.
كما لم يقتصر فساد بلديات البلدات الثلاث على بيع الكهرباء العامة، إذ نظّم مكتب الرقابة والتفتيش في مجلس محافظة ريف دمشق حملة طالت عشرات الأبنية المخالفة أو المشيدة على أساس تزوير أوراق عقارية بتواطئ من قبل رؤساء وموظفي بلديات ببيلا ويلدا وبيت سحم إضافة لمخاتير بعض الأحياء.