يواجه النظام السوري عوائق في تسلم ملف الحج والعمرة من الجانب السعودي، ما دفع بوزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد للعودة إلى دمشق دون توقيع عقد الحج مع لجنة الحج والعمرة السعودية.
وبحسب موقع تلفزيون سوريا فإنّ السعودية لا تزال متخوفة من أخطار وعقبات قد تواجهها في حال تسلم النظام السوري ملف الحج، سيما أنه لم يلتزم بكامل الوعود التي قطعها قبيل عودته إلى جامعة الدول العربية.
ويعاني نظام الأسد من العقوبات الأميركية التي فرضت عليه، وعلى رأسها قانون قيصر، فلتلك العقوبات هدف آخر غير الهدف السياسي، إذ منعته تماما من العمل على أي ملف تنفيذي ابتداء من إعادة الإعمار وصولا إلى الملفات التي من شأنها أن يستعيد من خلالها سيادته الكاملة، ومن تلك الملفات كان ملف الحج.
وتواجه وزارة أوقاف النظام السوري أربعة عوائق في ملف الحج، أولها عدم قدرة النظام السوري إجراء تحويلات بنكية، إذ يلزمها موافقة أميركية بسبب قانون قيصر.
وأما العائق الثاني فهو انخفاض السيولة في البنك المركزي بدمشق، والذي قد يضطر لتحويل 70 مليون دولار أمريكي بشكل قانوني إلى البنوك السعودية.
ويتوجب إرسال حوالات بنكية كقيمة السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة وقيمة التنقل بين المدن وقيمة النقل بين المشاعر ومكة المكرمة وقيمة الخيام في عرفات ومنى وقيمة الخدمات التي تقدم في عرفات ومنى وقيمة عقود الطعام في المشاعر وقيمة رسوم التأشيرات والتأمين للنقابة العامة للسيارات والمطوفين والتأمين الصحي وتأمين وزارة الحج والخدمات الإلكترونية.
ويعتبر صغر أسطول الخطوط الجوية السورية وقلة الطائرات وتعطل مطاري دمشق وحلب الدوليين في غالب الأوقات العائق الثالث في نقل الحجاج السوريين إلى المملكة، كما أنّ الاستعانة بمطاري بيروت وعمان خلال موسم الحج سيكبدّ وزارة الأوقاف والحجاج السوريين تكاليف أكبر.
وآخر تلك العوائق هو عدم قدرة وزارة الأوقاف على تأمين العدد المطلوب من الحجاج لتغطية عقد الحج على اعتبار أنّ أكثر من نصف السوريين يقيمون خارج مناطق سيطرة النظام السوري أو خارج سوريا، إضافة لتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في سورية وعدم مقدرة شريحة واسعة من تحمل تكاليف الحج.
وقال الخبير الاقتصادي فراس شعبو إنّ حكومة النظام السوري ستضطر لمخالفة مرسوم جمهوري يمنع التعامل بالدولار الأميركي، فمن الطبيعي أن رسوم الحج ستدفع بالدولار لا بالليرة السورية، والبنك المركزي ليس لديه قدرة إعطاء الدولار للمواطنين.
وأضاف أنّ غالبية الراغبين بأداء مناسك الحج سيلجؤون إلى السوق السوداء للحصول على الدولار الأمريكي، مما سيتسبب بانخفاض كبير لقيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
وأعلنت وزارة الأوقاف السورية على صفحتها في فيسبوك في العاشر من كانون الثاني الجاري أنّ الوزير محمد عبد الستار السيد التقى بوزير الحج والعمرة السعودي للاتفاق على تنظيم حجّ السوريين تحت إشراف حكومة النظام السوري.
وأوقفت المملكة السعودية وزارة أوقاف النظام السوري عن تنظيم ملف الحج والعمرة للسورين ومنحته للجنة الحج العليا التابعة “المعارضة”.