كشف تقرير فرنسي عن انتشار حبوب “الكبتاغون السوري” في قطاع غزة الفلسطيني رغم أنّ المنطقة تعتبر محاصرة بشكل كامل.
ووفقاً للتقرير الذي أعدته صحيفة لوفيغارو الفرنسية تحت اسم “الكبتاغون المخدر السوري يعيث فسادا في غزة” فإنّ كل الطرق في غزة تنتهي بجدار أو سياج أمني باستثناء شارع صلاح الدين الذي يربط معبر إيريز في شمال القطاع بمعبر رفح جنوبه والذي تمر عبر جانبيه شحنات المواد المخدرة.
وينجح مهربو المخدرات في تمرير شحناتهم عبر تلك المعابر ضمن مئات الشحنات التجارية التي تدخل إلى القطاع يومياً رغم رقابة شديدة من الجانبين الإسرائيلي والمصري على طبيعة الشحنات ورقابة من حركة حماس على المواد الممنوعة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أنّ عدم وجود إحصائية دقيقة لأعداد متعاطي الكبتاغون في القطاع الذي يعاني من الفقر وانعدام الحريات ويدفع بالكثيرين للتعاطي هرباً من الواقع رغم أنّ سلطة الأمر الواقع هناك تعاقب على مثل هذه القضايا بشدة.
وأضافت أنّ كمية المضبوطات تشير إلى انتشار الكبتاغون في القطاع بشكل واسع، ففي كانون الثاني الفائت أعلنت إسرائيل أنها ضبطت كمية من حبوب الكبتاغون مخبأة في شاحنة نقل في طريقها إلى غزة.
قال مدير إدارة مكافحة المخدرات في غزة أحمد القدرة إنهم يراقبون عن كثب أي نشاط مشبوه ويلاحقون المتعاطين والمروجين مشيراً إلى أنّ الأحكام التي يتلقونها تتراوح بين ستة أشهر إلى السجن المؤبد وتصل للإعدام للمستوردين والعصابات.
واتهم القدرة إسرائيل بالتواطؤ في قضية الكبتاغون على اعتبار أنّ هذه المواد تدخل للقطاع عبر معبر إيريز للمسافرين أو معبر كرم أبو سالم للشاحنات الذي تسيطر عليهما إسرائيل والتي تحظر على الجانب الفلسطيني امتلاك أجهزة كشف بالأشعة مما يعرقل عمل وحدات حماية الحدود ومكافحة المخدرات.
ولفت إلى أنّ الكلاب المدربة التي تستخدمها إدارة مكافحة المخدرات استطاعت ضبط شحنة تضم 50 ألف قرص كبتاغون وشحنة أخرى من مادة الحشيش المخدر قبل عدة أشهر.
وأشار إلى عثورهم على شحنة كبتاغون بقيمة 250 ألف يورو خلال حزيران الفائت كانت مخبأة ضمن شحنة ألعاب وقنابل للاحتفالات.
وبيّنت الصحيفة أنّ ارتفاع أسعار المواد المخدرة في قطاع غزة والعقوبات المشددة التي تفرضها سلطات الأمر الواقع دفع بالمتعاطين لتناول حبوب ترامادول التي تدخل إلى المنطقة ضمن الاحتياجات الطبية والتي أصبحت تباع الحبة الواحدة منه مؤخراً بـ25 يورو.
أكّدت عشرات التحقيقات أنّ سوريا باتت أكبر دولة منتجة للكبتاغون في العالم، وتثبت بشار الأسد وشقيقه ماهر ومقربين منهما والميليشيات المرتبطة بإيران في تصنيع وتهريب المخدرات إلى دول الجوار وعبرها إلى دول أخرى حول العالم.
وأقر مجلس الكونغرس الأمريكي في 7 من كانون الأول الفائت قانون مكافحة الكبتاغون والذي يسمي بشار الأسد بشكل صريح على أنه زعيم عصابة مخدرات تشكل خطراً على الأمن الدولي.