صوت العاصمة – خاص
بدأت المواد المُخدرة بالانتشار العلني في الغوطة الشرقية منذ خروج فصائل المُعارضة المُسلحة في نيسان 2018، وسيطرت النظام السوري على المنطقة، وبدأ تشكيل ميليشيات محلية، يقودها في الغالب عناصر أو قيادات كانوا في صفوف المُعارضة المُسلحة سابقاً.
مصادر أهلية في حرستا أكدت لـ “صوت العاصمة” أن بيع المواد المُخدّرة أصبح للعلن في المدينة، يتم إدخاله وبيعه عبر عناصر تابعين للفرقة الرابعة، شكلوا ميليشيا لـ “حماية المدينة” بعد تسوية أوضاعهم لدى النظام السوري.
ويقود الميليشيا التابعة للفرقة الرابعة، مدير المكتب الأمني لـ “أحرار الشام” سابقاً “أبو أسامة الشايب” الذي عُرف بسطوته الأمنية خلال فترة سيطرة الأحرار ولواء فجر الأمة على المدينة
الشايب قام بتسوية وضعه لدى النظام السوري بعد أن أتم اتفاق الخروج، وشكّل ميليشيا قوامها 80 عنصر، من مهمتها حماية المدينة.
وبحسب معلومات وردت إلى “صوت العاصمة” فإن الشايب من مُدمني المواد المُخدرة منذ عهد سيطرة الفصائل، وكان يعمل في بيع المواد سراً داخل الغوطة الشرقية عبر عناصر مكتبه الأمني.
ويعمل الشايب على شراء المواد المُخدرة عبر أحد أبناء المدينة المدعو “أحمد الجبه جي” الذي يعمل كقيادي في ميليشيا تابعة لقوات “النمر” والذي يقوم بدوره بالتنسيق مع التجار في القلمون الغربي لنقل البضائع من مناطق سيطرة حزب الله اللبناني إلى الغوطة الشرقية.
لدى الشايب شبكة واسعة من المُروجين، الذين يعملون كعناصر لديه، يعملون على بيع المواد المُخدرة من حشيش وحبوب كبتاغون، مع انتشار قليل للكوكائين والهروئين.
ويتعمد مروجي المُخدرات في المدينة استهداف المُراهقين والأطفال دون الـ 18، وسط تسهيلات في البيع ورُخص في الأسعار، وتوزيعها مجاناً مقابل العمل معهم في بعض الأحيان.
ولم ينحسر موضوع انتشار المواد المُخدّرة على مدينة حرستا فقط، فجميع المُدن التي خضعت لـ “تسويات أمنية” ومُصالحات، بدأ تُجار المُخدرات بالدخول إليها للترويج لبضائعهم.
وسبق للمُعارضة المُسلحة أن القت القبض على مروجي المُخدرات في مناطق سيطرتها بريف دمشق، بعد تهريب تلك المواد عبر مناطق سيطرة النظام السوري، والتي تعج بدورها بالمواد المُخدرة التي يوردها حزب الله إلى التُجار الذين يكونون في معظمهم قياديين في ميليشيات محلية.
وصدرت عن مسؤولين في حكومة النظام خلال الأشهر الماضية تصريحات تؤكد انتشار تعاطي المخدرات بين فئة الشباب، إذ قالت رئيسة دائرة المخدرات في وزارة الصحة، ماجدة الحمصي، إن مادة الحشيش والحبوب المنشطة هي الأكثر تداولًا بين الشباب السوري.
ووفق إحصائية صادرة عن وزارة الداخلية، في حزيران الماضي، ففي العام الحالي (2018) تمت إحالة 3329 شخصًا إلى القضاء بتهم التعاطي والمتاجرة، في حين تم ضبط 679.740 كيلو غرام من الحشيش المخدر، وأكثر من مليون و875 ألف حبة مخدرة، و21.323 كيلو غرام من القنب الهندي، و18 كيلو غرامًا من مواد أولية لصناعة المخدرات.