كشفت وثيقة سرية مسربة من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى رئاسة الجمهورية عن نيتها بتوريد كميات من الفوسفات السوري لصالح المنظمة لكونه غنياً بعنصر اليورانيوم الخاص بالصناعات والأسلحة النووية.
ووفقاً شبكة إيران إنترناشيونال المعارضة إنها حصلت على وثيقة سرية أرسلها رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي إلى النائب الأول للرئيس إبراهيم رئيسي وهي رسالة ممهورة بختم “سري للغاية” بتاريخ 22 كانون الأول من العام الفائت تشير إلى أنّ المنظمة تضع اللمسات الأخيرة لاتفاق مع حكومة النظام السوري لشراء 800 ألف طن من الفوسفات السوري.
وقال رئيس المنظمة: “نظراً للدرجة العالية من اليورانيوم التي تتمتع بها تربة الفوسفات من المصادر السوري فإن استخراج اليورانيوم وتحضير الكعكة الصفراء منه يعتبر أكثر مناسبة من الناحية الفنية مقارنة مع استخراج اليورانيوم من المصادر منخفضة الدرجة والمشعة في البلاد”.
وأكدت الوثيقة على أن تكاليف الاستخراج والنقل والتكاليف الأخرى تقع على عاتق منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فيما تكون أي تكاليف خاصة بالحكومة الإيرانية في الاتفاق مع الجانب السوري مجانية.
وبحسب الوثيقة المسربة فقد وافقت الرئاسة الإيرانية على طلب منظمة الطاقة الذرية التي بررت في ملحق الرسالة أنّ إيران فقيرة للغاية من حيث موارد اليورانيوم وأنها مضطرة للبحث عن موارد غير تقليدية واستيراد اليورانيوم من الخارج.
وأضافت المنظمة بما أن العقوبات حالت دون استيراد اليورانيوم مباشرة فإن اعتماد حلول للاستيراد من مصادر غير تقليدية مثل استخدام تربة الفوسفات قد يكون خيارا مناسبا ومتاحا بهذا الخصوص.
وكشفت الوثيقة أن إيران أشرفت خلال السنوات الأخيرة على عملية الاستخراج والانتفاع من الفوسفات من منجم الصوافة باحتياطي 1.5 مليار طن من صخور الفوسفات ومن منجم خنيفس باحتياطي 300 مليار طن.
وأضافت الوثيقة أن منجم خنيفس ونظرا للنسبة العالية من اليورانيوم فيه يعد من الخيارات المناسبة للاستخدام في دورة الوقود النووية وإنتاج الكعكة الصفراء وعلى هذا الأساس طلبت منظمة الطاقة الذرية اتخاذ إجراءات فورية لنقل الصخور المعدنية من منجم خنيفس.
وأكدت الشبكة المعارضة أنّ الإحصائيات المنشورة على موقع الرابطة النووية العالمية تشير إلى إنّ سوريا تعتبر من الدول الغنية بموارد الفوسفات الصالحة لاستخراج اليورانيوم.
وأعلنت إيران وسوريا لأول مرة في شباط 2017 عن اتفاق جرى بينهما لانتفاع طهران من مناجم الفوسفات السورية وجاء ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء السوري الأسبق عماد خميس إلى طهران آنذاك.
ويأتي نشر هذه الوثيقة السرية في خضم زيارة يجريها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق تعتبر الأولى من نوعها لرئيس إيراني إلى سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية بالبلاد في عام 2011.
وأشارت الشبكة إلى أنّ ديون واستحقاقات إيران المترتبة على النظام السوري بلغت 30 مليار دولار وفقاً للرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت فلاحت بيشه.
وأضاف فلاحت بيشه في مقابلة مع موقع اقتصادي إيراني بأنه يأمل أن يتم تحديد مصير الديون الإيرانية المترتبة على النظام السوري خلال الزيارة التي أجراها إبراهيم رئيسي إلى دمشق مؤخراً.
وأوضح البرلماني الإيراني أنّ بلاده أبرمت خمسة عقود رئيسية مع النظام السوري تقضي باستثمار إيران في مزارع الأبقار في سوريا واستملاك خمسة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية بما فيهت مناجم الفوسفات واستثمارات في آبار النفط ومشاريع الاتصالات بهدف تحصيل الدين الإيراني المتراكم.