هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بمحو حيفا وتل أبيب إذا ما أقدمت إسرائيل على أدنى تحرك ضد بلاده وطالب في الوقت نفسه القوات الأجنبية وخصوصاً القوات الأميركية بمغادرة المنطقة على وجه السرعة.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عدة رسائل وجهها رئيسي إلى الأطراف الإقليمية والدولية خلال حضوره عرضاً عسكرياً سنوياً بمناسبة “يوم الجيش”.
ودافع رئيسي عن تنامي القدرات العسكرية الإيرانية وقال إن “القوات المسلحة الإيرانية ستجلب الأمن للمنطقة”، مضيفاً أنّ “رسالة هذا الحضور رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة ستشد على يد من يريد حفظ الأمن للمنطقة”.
وهاجم رئيسي القوات الأجنبية في المنطقة وقال “رسالة الجيش والقوات المسلحة للقوى الأجنبية خصوصاً القوات الأميركية، هي أن تغادر المنطقة على وجه السرعة؛ لأن وجود إيران بالمنطقة يضمن الأمن ووجود القوات الأجنبية يهدده”.
وأشار رئيسي إلا أنه لا يخفى على أحد كيف قامت قواتنا المسلحة بحماية وحدة أراضي وأمن دول المنطقة.
وتحدث الرئيس الإيراني من مقصورة رئيسية في طهران للعرض العسكري حيث مرت أمامه مختلف طرازات المسيّرات والصواريخ الباليستية لقوات الجيش والقوات الموازية له في الحرس الثوري.
وتعهد رئيسي بتقديم دعم حكومي متزايد لتجهيز ودعم القوات المسلحة وقال: “الحكومة ترى نفسها ملزمة بإزالة هواجس القوات المسلحة في هذا المجال”، مشيراً إلى تجهيز الجيش بمعدات متقدمة وتزويد الجيش أخيراً بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وذلك بعد تفوق لسنوات للحرس الثوري الذي يملك معدات حديثة مقارنة بالجيش الذي يعتمد بشكل أساسي على إرث نظام الشاه.
ووجّه رئيسي رسالة إلى إسرائيل قائلاً: “تلقى الأعداء وخاصة إسرائيل هذه الرسالة أن أدنى تحرك وعمل ضد الجمهورية الإسلامية، سيقابل برد قاسٍ وسيصاحب ذلك تدمير حيفا وتل أبيب”.
وواكبت رسائل رئيسي تصريحات من قيادة في الحرس الثوري والجيش لوسائل الإعلام الإيرانية حول تنامي القوة والتسلح والدور الإقليمي.
وقال المنسق العام للجيش الإيراني حبيب الله سياري إن قواته لديها «خبار جديدة عن المسيّرات، وأضاف: “لن نستخدم قدراتنا ضد الدول الصديقة ودول المنطقة”.
وقال قائد القوة البحرية في الجيش شهرام إيراني إن “تحرك السفن الحربية الأميركية تسبب في تعب المنطقة وقواتنا تراقب أعمالهم المؤذية”.
وتحدث قائد الحرس الثوري للصحفيين: “لا نريد شيئاً سوى أمن ورفاه دول المنطقة”، معتبراً أن العرض العسكري يوجه رسالة لدول المنطقة، مضيفاً “رسالتنا لجيراننا أننا نحمي الشعوب المسلمة، ولن نتركها في الظروف الصعبة”. واعتبر بلاده مرساة الثبات والأمن في المنطقة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، طالب المرشد الإيراني علي خامنئي كبار قادة القوات المسلحة، بعدم الاكتفاء بأي مستوى من القوة وحض على التقدم في ما وصفه ردع الأعداء” وقال: “يجب رصد خطط الأعداء على المدى المتوسط والطويل”.
ويأتي تحذير رئيسي لإسرائيل بعدما حذر المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف قبل أيام، إسرائيل من أي عمل عسكري إسرائيلي ضد طهران.
قبل نحو أسبوعين قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرسي هاليفي إن بلاده يمكنها شن هجوم استباقي على إيران، حتى من دون مساعدة الولايات المتحدة.
وفتل مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع أكسيوس الإخباري، إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وعدة دول أوروبية أنها قد توجه ضربة عسكرية لإيران إذا خصبت اليورانيوم فوق مستوى 60 في المائة، وذلك بعدما وردت تقارير بشأن عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية على يورانيوم مخصب بدرجة 83.7 في المائة في نسبة قريبة من الـ90 في المائة المطلوبة لتطوير أسلحة نووية.
وجاءت تهديدات إيران لإسرائيل في وقت حض فيه وزراء خارجية مجموعة السبع إيران على وقف التصعيد النووي، ودعوها إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية فيما يتعلق بعدم انتشار الأسلحة النووية.
وقال الوزراء في البيان “نؤكد عزمنا الواضح ألا تطور إيران أبداً سلاحاً نووياً، ما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء تصعيد إيران بلا هوادة لبرنامجها النووي، والذي ليس له أي مبرر مدني موثوق به ويقربها بشكل خطير من الأنشطة الفعلية المتعلقة بالأسلحة”.
ودعت هذه المجموعة التي تضم كلاً من كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، إيران إلى الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بضمانات عدم الانتشار النووي والتعهدات المعلنة باتخاذ إجراءات فورية وملموسة، في إشارة ضمنية إلى الاتفاق الأخير بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطهران حول التحقيق بشأن ثلاثة مواقع سرية غير معلنة، وكذلك جزيئات اليورانيوم عالية التخصيب.
وشدد البيان على أن الحل الدبلوماسي “يبقى طريقتنا المفضلة لحل المخاوف الدولية بشأن برنامج إيران النووي. وفي هذا السياق، تواصل خطة العمل الشاملة المشتركة توفير مرجع مفيد”.
وعبر البيان عن قلق وزراء خارجية المجموعة إزاء أنشطة إيران التي وصفها بالمزعزعة للاستقرار، والتي قال إنها تشمل نقل صواريخ وطائرات مسيّرة وتقنيات مرتبطة بها، داعياً طهران إلى التوقف عن نقل الطائرات المسيّرة التي يتم استخدامها في أوكرانيا.
ويشدد جزء من البيان على أهمية ضمان الأمن البحري في الممرات المائية في الشرق الأوسط بما في ذلك مضيق هرمز وباب المندب، ودعت المجموعة إيران إلى عدم التدخل في حرية الملاحة لجميع السفن.
كما كررت المجموعة قلقها العميق إزاء الانتهاكات والتجاوزات المنهجية لحقوق الإنسان في إيران، خصوصاً قمع المعارضة من خلال التهديدات والترهيب، وأدانوا استهداف الأفراد لا سيما النساء والأقليات العِرقية، كما طالبوا إيران بوقف استهداف مزدوجي الجنسية والرعايا الأجانب، وإنهاء جميع الاعتقالات التعسفية.