سعى نظام الأسد منذ وقوع كارثة الزلزال الذي دمر أجزاء واسعة من البلاد لتحقيق مكاسب سياسية، ويضغط من أجل إرسال المساعدات الإنسانية عبر مناطقه ليتحرر تدريجياً من العقوبات الدولية المفروضة عليه، بحسب وكالة رويترز.
وقالت الوكالة إنه “وسط فيض التعاطف مع الشعب السوري بعد الزلزال المدمر، انتهز النظام السوري الفرصة لتكرير مطالبه بضرورة التنسيق معه بشأن المساعدات، فيما لم تُظهر الدول الغربية ما يفيد باستعدادها لتلبية هذا المطلب أو التعامل مع الأسد مرة أخرى، إلا أن ما يخدم النظام هو صعوبة إرسال مساعدات من تركيا المنكوبة أيضاً إلى شمال غربي سورية”.
وأوضح الخبير في الشأن السوري لدى مركز كارنيغي “آرون لوند” “أن هناك نوعاً من الفرص يسعى الأسد لاستغلالها من هذه الأزمة، وهي إما أن تعملوا معي أو من خلالي أو لن تعملوا مطلقاً”.
وأضاف لوند “إذا كان الأسد ذكياً، فإنه سيسهل إيصال المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرته، وسيحصل على فرصة ليبدو كما لو كان شخصاً مسؤولاً، لكنه عنيد للغاية”.
وقال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما “جوشوا لانديس” إن النظام السوري “كان يحاول الاستفادة من المساعدات لكسب الشرعية”.
وأشار لانديس إلى أن نظام الأسد استغل تعاطف جميع العرب والعالم بأسره تجاه السوريين الذين عانوا الكثير، على حد تعبيره.
واعتبرت الوكالة أنّ النظام السوري وحليفته روسيا انتهزا كارثة الزلزال لتجديد مساعيهما للسيطرة على المساعدات الأممية إلى سورية، والتحكم بوصولها عبر الخطوط إلى شمالي سورية، في حين لا يثق المجتمع الدولي في أن حكومة الأسد ستقدم مساعدات فعّالة إلى مناطق سيطرة المعارضة، وتخشى أن يحولها لصالح الأشخاص والمؤسسات المرتبطة به.
وبلغت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب المنطقة فجر يوم الإثنين 6 شباط الجاري، 3163 وفاة وأكثر من 5300 مصاباً في عموم المحافظات السورية المتضررة، بحسب بيانات مؤسسة الخوذ البيضاء ووزارة الصحة في حكومة النظام، إضافة لانهيار أكثر من 600 مبنى سكني بشكل كامل، وتصدع الآلاف مما يهدد حياة السكان في الكثير من المناطق.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية صباح اليوم الخميس أنّ عدد القتلى في سوريا تجاوز 16 ألف شخصاً خلال 72 ساعة على وقوع الكارثة.