توجيهات أمريكية لمفاوضة النظام للكشف عن مصير الصحفي “أوستن تايس”

كشفت والدة الصحفي الأمريكي “أوستن تايس” المفقود في سوريا منذ عام 2012، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجّه مجلس الأمن القومي للتواصل مع الدولة السورية لمعرفة مصير ابنها منذ أيار الفائت.

وقالت “ديبرا تايس” إن الرئيس الأمريكي اجتمع مع أسرتها في أيار الماضي، وقدّم خلال اللقاء “توجيهاً صريحاً” لمجلس الأمن القومي للقاء الحكومة السورية، والاستماع إليها، والعمل معها لكشف مصير ولدهم، وفقاً لما نقله موقع “Washington Examiner“.

واعتبرت تايس، أن أي جهود أخرى بعيدة عن اللقاء المباشر بين الدولة السورية والحكومة الأمريكية هي جهود ثانوية، مشيرة إلى عدم انعقاد أي لقاء بعد بين المسؤولين الأمريكيين والدولة السورية.

من جهتها، ذكرت المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بعد لقاء والدي تايس بالرئيس الأمريكي في أيار الفائت، أن الأخير “جدد التزامه بمواصلة جهوده عبر كل القنوات المتاحة لضمان عودة أوستن أخيراً إلى عائلته”، من دون الإشارة إلى توجيهه أوامر للتواصل المباشر مع الدولة السورية.

 وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن آنذاك أن ملف المفقودين الأمريكيين في سوريا سيكون على رأس قائمة أولويات واشنطن في السياسة الأمريكية الخارجية.

وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها أن اختفاء تايس يمثل اختباراً لمسؤولي إدارة بايدن، فيما أشار تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن إدارة بايدن لن تقبل بالشروط التي وضعتها دمشق للتعاون معها بخصوص هذا الملف.

ويعتبر تايس من أبرز المفقودين الأمريكيين في سوريا، علماً أنه اختفى عام 2012 بعد لقاء جمعه مع مجموعة من عناصر فصائل المعارضة، إلى جانب الطبيب النفسي مجد كمالماز، الذي اختفى في سوريا عام 2017، ووسام غودين وهو رحّالة أمريكي اختفى في سوريا عام 2019.

يشار إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة أقدمت على عدة محاولات لاستعادة الأمريكيين المفقودين في سوريا لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، وكان أبرزها عام 2017 عندما اتصل مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، بمدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، لبحث هذا الملف، إلا أن المحادثات بينهما تعطلت بسبب الضربات الصاروخية الأمريكية ضد أهداف عسكرية في سوريا، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وفي عام 2020، وصل وفد أمريكي للتفاوض مع الحكومة السورية بشأن المفقودين وعلى رأسهم تايس وكمالماز، إلّا أن الحكومة السورية رفضت إجراء أي تفاوض قبل مناقشة ملف الانسحاب الأمريكي من سوريا، وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” السورية.

واعتبر حينها المسؤول الأمريكي كاش باتيل الذي شارك في هذه المفاوضات، “أن الإخفاق في إعادة تايس إلى وطنه من أكبر إخفاقات إدارة ترامب”، وفق ما نقلته لوكالة “أسوشيتد برس”.