تعيش حكومة النظام السوري في الفترة الراهنة، حالة تخبط نجمت عن مخاوفها من نقص محصول القمح في الموسم المرتقب، وما سيخلّفه من أزمة في توفر مادة “الخبز” في مختلف المحافظات السورية، لاسيما العاصمة دمشق.
الفلاح و”الحكومة”.. مخاوف متبادلة!
قالت مصادر مطلعة لـ “صوت العاصمة” إن المخاوف بدأت قبل بداية موسم القمح الذي سيبدأ مطلع أيار المقبل، موضحة أنها متبادلة بين “الفلاحين” وأصحاب المواسم من جهة، وحكومة النظام من جهة أخرى.
وأوضحت المصادر أن مخاوف الفلاحين والمزارعين تكمن في القرارات “الحكومية” المتوقعة، التي قد تستغل موسمهم المقبل.
وأشار المصادر إلى أن القرارات المتوقعة تنص على إجبار المزارعين على بيع محاصيلهم بأسعار أقل من التكلفة، بذريعة “دعم المادة كأساسية”.
ولفتت المصادر إلى أن مخاوف الفلاحين تتمحور أيضاً حول امتناع حكومة النظام عن تقديم كميات كافية من الوقود لجني المحاصيل، ورفض تقديم تسهيلات للقروض اللازمة.
بالمقابل، تكمن مخاوف حكومة النظام في نقص كميات القمح الناتج في الموسم المقبل، إلى جانب مخاوفها من عدم كفاية الكميات المتوفرة لحين جني محصول العام، وفقاً للمصادر.
مساعدات عُمانية ورفض روسي:
كشفت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” عن وصول شحنة مساعدات من سلطنة عُمان إلى سوريا، أول أيام شهر رمضان الجاري، قدّمت خلالها 100 ألف طن من الطحين.
المساعدات العُمانية جاءت بعد رفض موسكو مطالب حكومة النظام، بإرسال شحنة جديدة من القمح، مبرّرة رفضها بالأزمة الاقتصادية التي ضربت روسيا جراء حربها على أوكرانيا.
ويأتي الرفض الروسي وسط مخاوف من فقدان مادة القمح في سوريا، كون الشحنة التي وصلت من روسيا مؤخراً، لا تكفي لأكثر من ثلاثة أشهر فقط، إذا ما تم دمجها مع الكميات التي اشترتها حكومة النظام من السوق المحلية خلال الموسم الماضي.
إضافة إلى ذلك، تعثّرت توريدات القمح من “الهند”، بعد أيام على إعلان صفقة لاستيراد 200 ألف طن من القمح، ما زاد المخاوف وقرّب حلول الأزمة المرتقبة، وفقاً للمصادر.
تخفيض الوزن والمخصصات:
خفّضت حكومة النظام، مطلع نيسان الجاري، مخصصات الأفران في ريف دمشق، بنسبة تراوحت بين 15 إلى 20%، دون إعلان رسمي، وسط قطع كامل عن بعض الأفران لكافة المخصصات.
وصدرت تعليمات عُمّمت على كافة أفران العاصمة دمشق، تقضي بتخفيض وزن ربطة الخبز من 1100 غرام، إلى 800 غرام في أفضل حالاتها، دون تعميم القرار رسمياً.
أزمة “التوطين” وارتفاع الأسعار!
أثّرت سياسة “توطين الخبز” وفصل محافظة ريف دمشق عن العاصمة في التوزيع، على عمل أفران دمشق بشكل كبير.
وسبّب “توطين الخبز” ضغطاً كبيراً على أفران العاصمة، إلى جانب معتمدي التوزيع ومراكز البيع، إضافة لتسببه بزيادة الباعة خارج الأفران.
وارتفعت أسعار الخبز في العاصمة دمشق، بشكل كبير جداً، بعد تطبيق قرار “توطين الخبز”، تزامناً مع رفع سعر الخبز السياحي مطلع نيسان الجاري.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير