أثارت زيارة المبعوث الروسي الخاص، ألكسندر لافرنتييف، إلى دمشق قادماً من الرياض، ولقائه برأس النظام بشار الأسد ومسؤولين أمنيين، عودة التساؤلات عن إمكانية التطبيع السعودي مع النظام.
وذكر موقع الحرة في تقرير اليوم الأحد 23 كانون الثاني، أنّ تحركات لافرنتييف من الرياض إلى دمشق، تبدو وكأنها محاولة لإعادة المياه إلى مجاريها بين الدولتين.
وقال المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف، في تصريحات للموقع إن “موسكو تقوم بدور الوسيط بين الدولتين”.
وأضاف أنّ “موسكو تؤيد بشكل كبير عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهذا كان واضحا من زيارة وزير خارجيتها إلى الرياض العام الماضي، وما نتج عنها من مواقف سعودية”.
في المقابل، استبعد الباحث والكاتب السعودي، حسن المصطفى، أن “تسارع الرياض إلى تطبيع علاقتها مع الأسد، وذلك بمعزل عن أي جهد روسي”.
وأكّد المصطفى عدم وجود “مؤشرات عن زيارات رفيعة المستوى حالياً، أو إعادة فتح قنصلية سعودية أو سفارة في دمشق”.
واستدرك الباحث السعودي بالقول، إنّ الرياض “لن تكون حجر عثرة أمام أي تسوية تحقق المصالح السورية الوطنية في المقام الأول”.
وأوضح المصطفى أنّ ما يقلق السعودية بشأن تطبيع العلاقات مع النظام هو أن تكون سوريا منصة لزعزعة أمن المنطقة من خلال تواجد القوات والميليشيات الإيرانية فيها، بما فيها حزب الله اللبنانية.
كما أشار إلى أن وجود التنظيمات الأصولية المتشددة في سوريا مثل داعش والقاعدة، هي مصدر خطر آخر.
بدوره، اعتبر اليوسف أنّ “تطبيع العلاقات سيأخذ بعض الوقت لكنه حتمي وستعود الأمور إلى طبيعتها قبل اندلاع الأزمة”.
وتطرّق اليوسف إلى تصعيد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، لكنّع اعتبر أنّ هذا التصعيد يخفي وراءه “شيئا إيجابيا”، على حد قوله.
وكان المندوب السعودي الدائم، المعلمي ألقى بياناً في الجمعية العامة للأمم المتّحدة يوم 16 كانون الثاني الماضي، دعا فيه إلى عدم تصديق النظام بأنّ الحرب في سوريا انتهت، مشدّداً على أنّ النظام لم ينتصر، وأنّ الأسد يقف على هرم من الجثث.
وخلال الفترات السابقة، أكّد مسؤولون في النظام عن إمكانية عودة العلاقات مع السعودية، معربين عن ترحيبهم بهذه الخطوة.
لكنّ الرياض قالت على لسان مسؤولين بارزين إنّ الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن عودة العلاقات مع النظام، مذكرين بخطوات على النظام القيام بها قبل التطبيع.
وقطعت الرياض علاقتها مع النظام عندما سحبت سفيرها في آب من العام 2011، وأغلقت سفارتها نهائيا عام 2012، احتجاجاً على النهج العسكري في مواجهة المدنيين، دون أن تعيد فتحها في دمشق على غرار دول خليجية على رأسها الإمارات.