سلّمت فصائل المُعارضة المُسلحة اليوم، الاثنين، معظم النقاط العسكرية على خطوط التماس مع تنظيم داعش من امتداد شارع بيروت وحتى المشفى الياباني إلى الجانب الروسي وميليشيات النظام بموجب الاتفاق الذي وقعته اللجنة المُمثلة للبلدات الثلاث مع النظام برعاية روسية، والذي يفضي بتسليم كافة خطوط التماس مع تنظيم داعش والخروج نحو شمال سوريا.
وأكد مصدر عسكري لـ “صوت العاصمة” أن معظم القطاعات تم تسليمها للروس باستثناء بعض النقاط التابعة لفصيل جيش الأبابيل وقطاع معبر العروبة بيروت الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق تنظيم داعش، على أن يتم تسليم هذه النقاط في وقت قريب جداً.
وترافق الدخول الروسي العسكري دخول وفد إعلامي إلى بلدة يلدا عبر معبر ببيلا – سيدي مقداد، للاطلاع على النقاط التي تم تسليمها وإجراء مقابلات مصوّرة مع بعض أهالي البلدة والحديث معهم حول رغبتهم بالخروج نحو شمال سوريا أو البقاء في بلداتهم مع إعطاء الأمام لهم من قبل العسكريين الروس على غرار ما جرى في كافة البلدات التي خرجت منها المُعارضة المُسلحة حديثاً.
وبدأت لجنة المفاوضات بتسجيل أسماء الراغبين بالخروج نحو شمال سوريا من بلدات (يلدا، ببيلا، بين سحم) وتنظيم قوائم تضم مدنيين وعسكريين.
واكد القائمون على موضوع الخروج أن عمليات الإخلاء ستكون بشكل منظم تجنباً لأي انفلات أمني أو عسكري كما حصل في حي القدم سابقاً، فيما لم يتم تعيين موعد واضح لبدء عمليات الإخلاء حتى اللحظة.
الجانب الروسي حذّر فصائل المعارضة من أي خرق على النقاط المُسلّمة حديثاً أو تعامل أو تنسيق مع تنظيم داعش ريثما تتم عمليات الإخلاء تجنباً لعرقلة في الاتفاق المُبرم.
وكان الجانب الروسي قد طلب من فصائل المُعارضة المُسلحة تسليم قطاعات التماس مع تنظيم داعش منذ أسبوعين تقريباً، لكن الفصائل رفضت ذلك الأمر حينها فقام النظام بعمليات خرق وقصف لنقاط التماس والمقرات العسكرية التابعة للفصائل، مما اضطرهم للانسحاب من حي الزين بداية، قبل التوصل لاتفاق شامل يقضي بتسليم جبهات داعش والخروج نحو شمال سوريا لغير الراغبين بالتسوية.
وجاء في الاتفاق المُبرم مع الروس أن تتولى الشرطة العسكرية الروسية مسؤولية حماية البلدات الثلاث، وتقديم المساعدات الإنسانية للمُحاصرين في المنطقة ودخول المؤسسات الرسمية السورية إليها وإعطاء المتخلفين والمنشقين مهلة 6 أشهر وعدم ملاحقتهم من قبل مخابرات النظام ريثما يتم تحديد مصيرهم.
وتتزامن عملية تسليم النقاط العسكرية للروس مع إخلاء مقاتلي تحرير الشام من منطقة الريجة غرب مخيم اليرموك، البالغ عددهم 150 شخص مع عوائلهم، نحو شمال سوريا مقابل إخراج 5000 شخص من قريتي كفريا والفوعة المُحاصرين من قبل فصائل المُعارضة المُسلحة في ريف ادلب.
وتستمر المعارك والغارات الجوية على مناطق سيطرة تنظيم داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود وسط غياب أي بوادر حل حتى اللحظة بسبب رفض التنظيم الخروج من مناطق سيطرته إلى مناطق آخرى غير حدودية.