قال المبعوث الأميركي السابق “جيمس جيفري” إن الولايات المتحدة في موقف أقوى حالياً للتفاوض مع روسيا حول سوريا، لأسباب كثيرة بينها أن جميع أدوات الضغط لا تزال موجودة في أيدي إدارة الرئيس جو بايدن، وإن روسيا “غارقة في المستنقع السوري”.
وحثّ جيفري إدارة بايدن على ضرورة التنسيق مع حلفائها العرب والإقليميين والأمم المتحدة خلال الحوار مع الجانب الروسي، لضمان نجاحها في تحقيق أهدافها المعلنة، محذراً من أن عدم القيام بذلك يعني إما أن إدارة بايدن تعتقد أن سوريا غير مهمة، أو أنهم يريدون القيام بشيء لا يريد أحد معرفته.
وأشار جيفري في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى وجود أسئلة حول ما إذا كان هناك أشخاص في الإدارة الأميركية يسعون لسياسة أخرى لتسليم سوريا لـ “بشار الأسد” أو روسيا.، موضحاً أنه تبلغ من مسؤولين رفيعي المستوى من المنطقة، أنه ليس فقط لم يتم عدم تشجيعهم من الإدارة على عدم التطبيع مع الأسد، بل إنها ربما شجعت على التطبيع، معتبراً أن موقف الإدارة ليس واضحاً في هذا المجال.
وكشف المبعوث الأمريكي أنه التقى الرئيس الروسي برفقة وزير الخارجية السابق “مايك بومبيو” في موسكو في 2019، وعرضا صفقة تتضمن مقايضة روسية – أميركية حول سوريا، لكن بوتين “لم يقبل الخطة لأنه اعتقد أننا في نهاية إدارة ترمب الذي كان يريد سحب قواتنا، لذلك ظن بوتين أنه لا داعي للتفاوض معنا، وسيحصل على سوريا على طبق من فضة”.
ورأى جيفري أن سياسة إدارة بايدن في سوريا تتضمن ثلاثة عناصر، الأول استمرار عناصر السياسة التي وضعت من قبل إدارتي باراك أوباما ودونالد ترمب، باستثناءات قليلة مثل إلغاء عقد “ديلتا كريست إنيرجي” الأميركية لاستثمار النفط في شمال شرقي سوريا، والثاني أنه ليس هناك تقدم أو جهود كثيرة مثل مفاوضات عالية المستوى أو توضيحات من المسؤولين الكبار.
وأضاف جيفري عن العنصر الثالث: “رغم أن الأهداف الرئيسية في سوريا لا تزال على حالها مثل القرار الدولي 2254، إلا أن العنصر الثالث هو هزيمة “داعش” وعودة اللاجئين والمساءلة، والحفاظ على وقف النار، وإخراج الإيرانيين، وهي سياسة تفتقد الاهتمام والتركيز، ما يطرح أسئلة عما إذا كان هناك أشخاص في الإدارة يسعون لسياسة أخرى لتسليم سوريا لـ “بشار الأسد” أو روسيا”.
واعتبر جيفري أن المشكلة الرئيسية في السياسة الأمريكية بشأن سوريا، هي أن الإدارة لا تتحدث مع الحلفاء، موضحاً: “سوريا صراع مهم جداً، بمثل أهمية أوكرانيا وتايوان، باعتبارها نقطة أساسية لاتخاذ القرارات لكيفية قيام الولايات المتحدة والحلفاء بالاستجابة لشؤون الأمن العالمي. لدينا قوات على الأرض مثل حلفائنا، وكل حلفائنا يريدون معرفة خططنا بشكل واضح، خصوصاً أن هناك شكوكاً بأن الإدارة لا تعتقد أن سوريا مهمة، أو أنها تريد القيام بشيء لا ترغب في أن يعرفه أحد، لاعتقادهم أنه يجب عدم معرفته”.
وأكّد المبعوث الأمريكي أن إدارة بايدن تريد إخراج إيران من سوريا، مضيفاً: “يجب ألا نتحدث إلى الإيرانيين.. والإيرانيون لا يريدون التحدث إلينا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التحدث مع الأسد. فجميع الأطراف التي تحدثت إلى الأسد، من روسيا إلى الأمم المتحدة والعرب وقوات سوريا الديمقراطية، لم تحصل على شيء ملموس منه، مهما كان هذا الشيء. روسيا هي الطرف الأقوى منذ تدخل روسيا في 2015، وروسيا هي التي حمت النظام في مجلس الأمن كما حمته عسكرياً. روسيا لديها الأوراق القوية.
