يتّجه سكان في ريف دمشق إلى شراء خبز التنور، في ظل ارتفاع سعر الخبز العادي بالسوق السوداء وانخفاض جودته، وسط مخاوف من فقدان هذا “الملجأ”.
وسلّط تقرير لموقع “أثر برس” المحلي الضوء على “إقبال” السكان في مناطق متفرقة من الريف الدمشقي على شراء خبز التنور، واصفا إياه بالملجأ البعيد عن البطاقة الذكية.
ونقل التقرير عن زبائن خبز التنور قولهم: “إن هذا الخبز أكثر جودة وأوفر، لكونه يُنتج بمعايير أكثر دقة من الأفران العادية”.
ويتراوح سعر ربطة خبز التنور بين 1500 و 2000 ليرة سورية بحسب عدد الأرغفة، كما يمكن الحصول على عدد أرغفة وفق الطلب، وبسعر 100 ليرة للرغيف.
فوارق بين الخبزين
وأشار التقرير إلى الفوارق بين خبز الأفران البالغ في السوداء ألف ليرة سورية، وخبز التنور.
فالأخير رخيص نسبيا قياسا بالجودة، ولا يعتمد الزبون على حظه ليحصل على خبز غير ناضج بشكل جيد ويوصف بـ “معجن” أو محروق.
كما أنّ الزبون لا يخشى أن يجف الرغيف سريعاً ويتحول لقطع يابسة بسبب نقص الخميرة، فـ “التنور” يحافظ على زبائنه من خلال “جودة المنتج” فقط، بحسب التقرير.
وقال أحد الأهالي إنّ “خبز التنور يشبّع بينما خبز الأفران العادية.. ما بتلحق تخلص الرغيف إلا ويكون يبسان”، وأضاف آخر أنّ التنور يعطي الزبون الخبز دون الحاجة إلى بطاقة ذكية، تتيح للعمال في الأفران “الاحتيال” بعدد الربطات والأرغفة التي غالبا ما يكون عددها أقل من العدد المحدد.
يشار إلى أنّ هناك سوريين لا يستطيعون شراء الخبز الحر (1000 ليرة)، حيث يعتمدون على الخبز المحدد ضمن نظام الحصص عبر البطاقة الذكية وبسعر مدعوم.
مخاوف من فقدان الملاذ الأخير
في السياق، يخشى أصحاب التنور من فقدان الحطب الذي يعتمدون عليه في عملية إنضاج الخبز.
ويبلغ سعر كيلو الحطب حاليا 825 وهو مرشّح للارتفاع مع اقتراب موسم الشتاء، لاعتماد شرائح من الناس عليه في التدفئة.
ويقول صاحب تنور في جديدة عرطوز، إنّه يتخوف من دخول الحطب في قائمة الأزمات التي قد تؤثر على رزقه المعتمد على هوامش ربح لا تزيد عن 10 – 15 بالمئة بعد حساب كل التكاليف.
ولا تزال أزمة الخبز في دمشق وريفها، حيث رصد مراسل صوت العاصمة قبل يومين ازدحاما وتدافعا أمام أفران ابن العميد.
وقال مواطنون إنّهم يمضون ساعات للحصول على حصصهم من مادة الخبز، والتي يصفونها بالقليلة وذات الجودة المتردية.
