بحث
بحث
السوق الشعبي في محيط مقام السيدة زينب - صوت العاصمة

السيدة زينب: تقاسم السيطرة وآلية العبور وانتهاكات بذريعة “المقام”

مداخل بإشراف الأمن العسكري، وحواجز للفرقة الرابعة ومواقع للميليشيات الإيرانية

لطالما كانت منطقة السيدة، واجهة لوسائل الإعلام المحلية والعربية، سواء أكان في تغطية وفودها الشيعية، أم بالسيطرة الإيرانية عليها، ومؤخراً بالتوترات الأمنية بين الميليشيات من جهة، والفرقة الرابعة والأمن العسكري من جهة أخرى، بما فيها من قتلى وإصابات وإغلاق للطرق واستنفارات.

رغم سيطرة الميليشيات الإيرانية والشيعية المطلقة على منطقة السيدة زينب، إلا أن التوترات الأمنية والاشتباكات التي دارت فيها خلال الأشهر الماضية، غيّرت في خريطة السيطرة نوعاً ما، إلى جانب التغيير الجذري في آلية الدخول إليها.

مداخل المنطقة بإشراف الأمن العسكري:
بعد الصراع الذي دار بين الميليشيات والأمن العسكري والفرقة الرابعة في منطقة السيدة زينب، تم إبرام اتفاق تهدئة بين الطرفين، قضى بانفراد الرابعة والأمن العسكري بالسيطرة على الطرق الرئيسي المؤدية إلى المنطقة.

الأمن العسكري سيطر على كافة الحواجز الأمنية المتمركزة على مداخل منطقة السيدة زينب، بما فيها حاجز مدخل السيدة زينب من جهة “طريق مطار دمشق الدولي”، وحاجز الواقع من جهة “قصر المؤتمرات”، إضافة لحواجز السيدة زينب من جهة “حجيرة” و”الديابية” و”مفرق “البحدلية”، فيما سيطرت الفرقة الرابعة على حاجز طريق “ببيلا- حجيرة”، المؤدية إلى السيدة زينب.

قطاعات التمركز وتقاسم السيطرة:
تخضع منطقة السيدة زينب داخلياً لسيطرة الميليشيات الإيرانية والشيعية، بمناطق تمركز وقطاعات متفرقة، تتخذ كل من الميليشيات المتمركزة في المنطقة قطاعاً رئيسياً لها.

تتخذ الميليشيات الإيرانية، بما فيها عناصر الحرس الثوري الإيراني وعناصر فيلق القدس، من شارع “الفنادق” المجاور لمقام “السيدة زينب” قطاعاً رئيسياً لها، إلى جانب تمركزها في منطقة “كراج البولمان” القديم، وداخل بعض الفنادق في المنطقة ذاتها بالاشتراك مع ميليشيا “حزب الله اللبناني”.

وتتمركز الميليشيات الإيرانية أيضاً، في المناطق الواقعة بعد مقام السيدة زينب، من جهة بلدتي “الديابية” و”البحدلية”.

أما المنطقة الواقعة بين السوق الخلفي لمقام السيدة زينب، وشارع “الفنادق” حيث تتمركز القوات الإيرانية، فهو قطاع التمركز الرئيسي للميليشيات العراقية.

وتنفرد ميليشيا “أبو الفضل العباس” بالسيطرة على منطقة “حجيرة”، وبالتحديد في المنطقة المتاخمة للسيدة زينب والمقام، والتي يُطلق عليها محلياً اسم “شارع العراقيين”.

وفي المنطقة الواقعة في الجهة الشرقية للسيدة زينب، والتي تعرف بـ “منطقة البساتين”، الواصلة إلى طريق مطار دمشق الدولي، فتتمركز الميليشيات المحلية المدعومة إيرانياً في المنطقة.

آلية الدخول.. فيش أمني ومراقبة:
بالتزامن مع إبرام اتفاق التهدئة بين أطراف الصراع في منطقة السيدة زينب، تلاشت القيود المفروضة على الراغبين بالدخول إلى المنطقة، بما فيها الموافقات الأمنية وتصريح العبور.

تفرض استخبارات النظام المسيطرة على الحواجز الأمنية المتمركزة في محيط منطقة السيدة زينب، إجراءات تفتيش دقيقة للراغبين بدخول المنطقة، من مختلف الطرق المؤدية إليها.

ويسلك الراغبين بدخول المنطقة، طريق “مفرق المؤتمرات” في الجسر الرابع على طريق مطار دمشق الدولي، ومنه إلى منطقة الديابية، ثم العودة إلى السيدة زينب، أو طريق خلف المقام القادم من طريق المطار، مروراً بحواجز الأمن العسكري.

الطريقان المذكوران هما المتاحان أمام السيارات العامة والخاصة القادمة إلى المنطقة، أما طريق حجيرة فهو متاحة للمارّة بواسطة دراجاتهم الهوائية والنارية، أو سيراً على الأقدام.

رغم إلغاء الموافقات الأمنية لدخول المنطقة، فإن جميع المارة يخضعون لعملية الفيش الأمني على حواجز الأمن العسكري والفرقة الرابعة المتمركزين في محيطها، إضافة لعمليات التفتيش الدقيق التي تفرض على الأهالي الانتظار لأكثر من ساعة لحين الانتهاء عملية التفتيش في بعض الأحيان.

مراسل صوت العاصمة أكّد أن الميليشيات الشيعية، تُرسل أشخاص لمراقبة الزائرين إلى المنطقة، منذ لحظة دخولهم وحتى مغادرتهم، ويجري تبديل الأشخاص المراقبين لزوار المنطقة بين شارع وآخر.

توسيع المقام وإزالة الأسواق:
عملت الميليشيات الإيرانية على إزالة كافة “بسطات” البيع الموجودة خلف مقام السيدة زينب، ومنعت جميع الباعة الجوالين من الاقتراب من تلك المنطقة بذريعة “توسيع المقام”.

وأعلنت إيران أواخر العام الفائت، استمرار مشروع توسيع المقام بالرغم تفشي فيروس كورونا بشكل كبير في المنطقة، مشيرةً إلى أن المشروع يجري بإشراف لجنة “إعمار العتبات المقدسة”، لتبلغ مساحة المقام “الضعف” مع انتهاء المشروع، وفقاً لما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية، عن عضو اللجنة “حسن بلارك” في وقت سابق.

أما عن الأسواق الرئيسية التي يعتمدها الأهالي في تبضع حاجياتهم، فانحصرت في الشارع العام أمام مقام السيدة زينب، وآخر في منطقة “حجيرة” فقط.

مساكن السيدة.. ضاحية على الخريطة:
أكّد مراسل صوت العاصمة في المنطقة، إن اللجان المسؤولة عن تنفيذ مشروع “ضاحية السيدة زينب”، أنهت العمل على مخططات البناء، وحدّدت المناطق التي سيتم اقتطاعها لتنفيذ المشروع.

ووافق مجلس محافظة ريف دمشق، على مقترح طُرح خلاله تغيير اسم منطقة “البحدلية” الواقعة على أطراف “السيدة زينب”، ليُصبح “ضاحية زينب“، ترافق مع مقترح لتعديل المخطط التنظيمي للمنطقة، وهو ما وافقت عليه المحافظة أيضاً.

ويهدف مشروع تعديل المخطط التنظيمي إلى توسع منطقة “ضاحية زينب” الجديدة، وإشادة المزيد من الأبنية السكنية فيها.

المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير