نشر مركز السياســات وبحوث العمليات“OPC” ، اليوم الأربعاء 5 أيار، دراسة تعرف فيها على اتجاهات السكان في العاصمة دمشق، نحو الهجرة والسياق المحيط بها، في ظل تردي الأوضاع المعيشية للأهالي، لاسيما خلال العامين الأخيرين.
استهدفت الدراسة عينة ضمت 600 شخص من الــــــجنسين، من فئات عمرية وتــــعليمية مــتفاوتة ومستويات معيشية مختلفة، بينهم 200 مقابلة أجريت في المنطقة الممتدة بين حي ركن الــدين وحي الــمزرعة، و200 مقابلة أجريت في حي الزاهرة، و200 مقابلة أيضاً في حي “نهر عيشة”.
غالبية راغبة بالهجرة.. أسباب ودوافع:
وبيّنت الدراسة أن نسبة 63.5% من الأشخاص يرغبون بالهجرة خارج البلاد، بينهم نحو 60% أعربوا عن رغبتهم بالهجرة بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وآخرون بدافع البحث عن فرص عمل وتعليم، وبلغت نسبتهم 18%، في حين كان السبب الرئيسي لنسبة 14% من المستجيبين للدراسة، هو الرغبة بلم الشمل مع أفراد عائلاتهم في الخارج.
وكانت القدرة المالية هي العامل الأكبر الذي منع المستجيبين من الإقدام على الهجرة، وهو ما أوضحته نسبة 40% منهم، فيما كانت الظروف العائلية هي العائق الرئيسي لنسبة 23% من المستجيبين، في حين كان طريق الهجرة هو العائق أمام فئة أيضاً من المستجيبين، معربين عن خشيتهم في خوض طرق الهجرة الخطرة.
وبحسب المركز فإن نحو 10% من المستجيبين للدراسة قالوا إنهم لم يقدموا على الهجرة بسبب وضعهم القانوني في سوريا، مشيرين إلى أن بعضهم مطلوب للخدمة العسكرية الإلزامية، وآخرين ممنوعين من السفر.
فئة متمسكة بالبقاء في البلاد.. ما دوافعها؟
قال 53% من المستجيبين للدراسة، والرافضين لقرار الهجرة، إن تمسكهم بالأطر الاجتماعية كالعائلات الممتدة والروابط المحلية في حياتهم هو السبب الرئيسي لعدم رغبتهم بالهجرة، وأشخاص آخرون قالوا إنهم باقون في سوريا لأن لديهم حياة وفرص أفضل، لكن نسبتهم لم تتجاوز الـ 14%، وأعمارهم متراوحة بين 36- 45 عاماً.
وأظهرت الدراسة أن نسبة لم تبلغ نحو 11% من رافضي الهجرة، قالوا إنهم قرّروا البقاء بدافع الحرص على البلاد والشعور، لافتةً إلى أنهم من الفئة الأكبر سناً والأقل تعليماً من سابقتها.
أوروبا في المقدمة.. وجهات مفضلة للراغبين بالهجرة:
وفضّل أكثر من 58% من المستجيبين للدراسة، الهجرة إلى دول غربية، وفقاً للمركز، مبيناً أن الأمر مرتبط بالحقوق التي تمنحها تلك الـــدول للاجئين على أراضيها من حيث الوضع القانوني والمعيشي والآفاق المستقبلية.
ورجّح المركز أن الراغبين بالوصول إلى البلدان الغربية، يبحثون عن الاستقرار فيها لمدة طويلة من الزمن، على خلاف الأشخاص الذين اختاروا دول الخليج العربي ونسبتهم 14%، والفئة التي اختارت الهجرة إلى دول الجوار، ونسبتها حوالي 12% من المستجيبين.
واعتبر المركز أن الراغبين بالهجرة إلى دول الخليج العربي، غالباً ما يبحثون عن فرص للعمل، تمكنهم من الادخار لتحسين أوضاعهم المعيشية، ومن ثم العودة إلى سوريا.
وبرّرت نسبة بلغت 51% من المستجيبين للدراسة سبب اختيارهم لبلد ما، بوجود معارف لهم فيه، سواء أكانوا من أفراد العائلة أو الأقارب أو الأصدقاء، فيما برّر حوالي 32% سبب اختياره لبلد بتوفر فرص العمل والعيش الكريم.