“مهنة إنسانية أم تجارة بآلام الناس؟” سؤال طرحه أحد أبناء بلدة “سقبا” في الغوطة الشرقية، أثناء الحديث عن معاناته مع القطاع الطبي في الغوطة الشرقية، لا سيما مستوصف البلدة الذي يتردد إليه باستمرار.
أبو علاء المنحدر من بلدة سقبا تعرض لإصابة بليغة في قدمه جراء استهداف منزله بقذيفة مدفعية قبل سنوات، وبات نجاته من كابوس “البتر” مرتبط بتنظيف جرحه وتعقيمه باستمرار.
يقول الخمسيني أبو علاء لـ “صوت العاصمة” إن الخدمات الطبية التي يتلقاها في مستوصف “سقبا” سيئة جداً، إضافة للفساد الكبير والرشاوى في المشافي الحكومية، مبيّناً أنه يحتاج لعملية جراحية للنجاة بقدمه، إلا أن المشفى حدّدت الموعد بعد عدة أشهر.
وأضاف أبو علاء: “يمكن للمرضى القادرين على دفع الرشاوى للمشافي الحكومية، إجراء العمل الجراحي خلال أيام قليلة، في حين يتوجب على غير القادرين على الدفع الانتظار أشهر قليلة”، خاتماً: “لو كان باستطاعتي دفع رشوة للمشفى الحكومي لكنت تابعت جراحي لدى طبيب خاص، ولم تصل حالتي لهذا الوضع”.
ومن جهتها، قالت أم حسام القاطنة في إحدى مدن الغوطة الشرقية، وهي والدة لثلاثة أطفال، إن طفلها الصغير يعاني من التهاب مزمن في أذنه ويحتاج لمراجعات دورية لعيادة الطبيب بغرض تنظيف الأذن باستمرار، مشيرةً إلى أن المستوصفات غير مؤهلة لاستقبال حالة طفلها ونادراً ما يتواجد فيها طبيبٌ مختص.
وبيّنت أم حسام في حديثها لـ “صوت العاصمة” إنها تُجبر على دفع مبالغ كبيرة بين الحين والآخر للأطباء، كونها مجبرة قصد العيادات الخاصة لمتابعة حالة طفلها.
وأشارت أم حسام إلى أن الأطباء في العيادات الخاصة رفعوا أجور المعاينة بشكل كبير، ما يُشكل معاناة أخرى لذوي المرضى، تُضاف إلى صعوبة التنقل بين الغوطة الشرقية والعاصمة دمشق حيث تكون العيادات الطبية الجيدة.
مراسل صوت العاصمة في الغوطة الشرقية، أكّد ارتفاع أجور المعاينة في جميع العيادات والمشافي الخاصة، مبيّناً أن أجور الكشف تتراوح بين خمسة إلى عشرة آلاف ليرة سورية بحسب الطبيب.
وبحسب المراسل فإن زيارة العيادات الخاصة والمشافي باتت مقتصرة على الحالات الإسعافية فقط، نتيجة عدم قدرة الكثير من الأهالي على تحمل تكاليفها.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير