أصدرت رئاسة الحكومة لدى النظام السوري قراراً منعت بموجبه علماء الدين من إبرام عقود الزواج بشكل نهائي خارج المحاكم الشرعي المخصصة .
وقالت رئاسة مجلس الوزراء أن ذلك القرار يهدف إلى الحفاظ على حقوق المرأة والتأكيد على بناء الأسرى بشكل كامل، مُشيرة إلى أن المجلس كلف كلاً من وزيري الأوقاف والعدل بمتابعة الموضوع، ومنحتهما الصلاحيات لإصدار القرارات اللازمة لضبط ظاهرة انتشار الزواج بين السوريين خارج المحكمة الشرعية، أو ما يُعرف باسم “كتاب الشيخ”
ويأتي القرار الخاص بمنع الزواج الشرعي خارج المحكمة، بعد أن وصلت لمحكمة دمشق الشرعية آلاف القضايا خلال سنوات الحرب في سوريا، لتثبيت زواج عرفي تم بحضور شيخ وبدون شهود في غالب الأحيان.
وكانت شبكة “صوت العاصمة” قد نشرت تقريراً في تموز الماضي تحدثت فيه عن قضايا تثبيت الزواج التي تعج في محاكم دمشق وريفها .
ولحل مشكلة تثبيت الزواج في سوريا لمن هون خارج الوطن، أعلن القاضي الأول في دمشق “محمود معراوي” عن تسهيلات جديدة في القانون لتثبيت الزواج، لمن هم خارج سوريا، وتعذر عليهم تنظيم وكالة للأقارب أو أحد المحاميين، خاصة مع ارتفاع تكاليف تلك القضايا واستغلال المحاميين للمُغتربين الراغبين بتثبيت زواجهم في سوريا، وجاء حل المشكلة عبر التوكيل الشفهي، بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي وبحضور شاهدين، بحسب تصريحات “معراوي”
وأضاف المعراوي أنه لتثبيت الزواج المنعقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ترفع دعوى من قبل الفتاة أو والدها، بعد توكيلها له لتثبيت الزواج الجاري خارج المحكمة في دول خارج سوريا، ويكون وكيل الزوج ممثله في هذه الدعوى، كما تسمع شهادة الشهود الذين حضروا مجلس العقد.
وأشار المعراوي إلى وجود عدد كبير من الشباب السوريون خارج البلد لم يؤدوا الخدمة الإلزامية، وهؤلاء بحاجة إلى رخصة من شعبة التجنيد، ولحل هذه المشكلة، يمكن للفتاة رفع دعوى تثبيت زواج، وتبليغ والد الزوج، الذي يحضر مع الشاهدين، للإقرار بصحة عقد الزواج.
ويكون ذلك كافيًا لتثبيت الزواج، ولكن مع إرجاء تثبيته في سجلات الأحوال المدنية، إلى حين حدوث حمل، أو ولادة، حتى لو حصلت خارج سوريا.
وتُعتبر مشكلة تثبيت الزواج من أكبر المشكلات التي تواجه المُغتربين عن سوريا، خاصة الذين فروا منها لأسباب أمنية، أو هرباً من التجنيد الإجباري، حيث يضطر هؤلاء الأشخاص لإبقاء الزواج دون تسجيل، وبالتالي لن يحق لهم الحصول على دفتر عائلة أو جواز سفر رسمي من قنصليات النظام السوري في الخارج بالنسبة للأولاد لاحقاً.