كتب المحلل الإسرائيلي “إيهود يعاري”، أمس الثلاثاء 24 كانون الأول، تحليلاً قال فيه إن تل أبيب حققت فشلاً استراتيجياً في الحرب السورية، مشيراً إلى أن القيادة الإسرائيلية تشعر بالأسف كونه كان بإمكانها الإطاحة برأس النظام السوري بشار الأسد.
وقال يعاري في تحليل نشرته القناة 12 الإسرائيلية، إن الحذر المفرط لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” وقيادة أركان الجيش الإسرائيلي منعهم من الإطاحة بالأسد، علماً أن ذلك كان ممكناً دون إرسال الجيش الإسرائيلي إلى دمشق، مضيفاً: “للمرة للمرة التي لا أعرف عددها، أعود وأقول إن إسرائيل حققت فشلاً استراتيجياً في الحرب السورية”، بحسب ما ترجمت وكالة الأناضول التركية.
وأضاف يعاري أن الكثير من العاملين في هيئة الأركان الإسرائيلية يشعرون بالأسف لأنهم فضلوا الشطان الذي نعرفه على شيطان نجهله، يتولى الحكم في دمشق، مؤكداً أنه على نتنياهو إيجاد الوقت للتفكير في هذا الخطأ المصيري.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن الضربات الجوية التي تشنها المقاتلات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في سوريا، لم تمنع إيران من تمركزها عسكرياً، واصفاً تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي للإيرانيين بـ “المؤسف”.
وبحسب يعاري فإنه على إسرائيل أخد تهديدات مستشار المرشد الإيراني على محمل الجد، محذراً من شن إيران هجوماً انتقامياً على إسرائيل، على غرار استهدافها منتصف أيلول الفائت لشركة أرامكو السعودية.
وتابع المحلل الإسرائيلي أن لدى أيران القدرة على تنفيذ هجوماً أكثر تواضعاً بشكل مماثل لشركة أرامكو الذي استخدمت فيه 25 صاروخ كروز وطائرة بدون طيار، ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية والعراقية.
وأكد يعاري أن إسرائيل فشلت في منع إيران من استمرار زحفها داخل سوريا بصواريخ وطائرات مسيّرة، ومنشآت استخبارية ومليشيات مسلحة، مضيفاً: “أحداً لا يعلم بشكل يقيني ما إن كانت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ستنجح في التصدي لكل هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة حال تم تنفيذ الهجوم”.
ولفت أن محاولة إسرائيل في إقناع الأسد بأنه لم يعد بحاجة إلى إرضاء رغبة الإيرانيين، لأنه لم يعد يحتاج بشكل كبير لمساهمتهم في القتال، لم تؤت ثمارها، إضافة لأن المناشدات للكرملين بأن روسيا لم تعد بحاجة للقوات البرية الإيرانية في سوريا باءت بالفشل أيضاً.
وأشار يعاري إلى أن الرئيس الأمريكي ورجاله يرون التطورات دون أن يفعلوا الكثير، لافتاً أنه من الممكن أن يتركوا إسرائيل وحدها في نهاية الأمر، سواء لكبح إيران، أو تعلم كيفية التأقلم مع الطيران الروسي على الجانب الآخر من الحدود.
وختم المحلل الإسرائيلي بإن إسرائيل وإيران وصلتا إلى مسار تصادمي يسير ببطء نحو مواجهة خارج نمط الصراع الحالي.