صوت العاصمة – خاص
تمنع ميليشيا حزب الله للعام الخامس على التوالي، عشرات العوائل السنيّة من العودة إلى بلدة معلولا، التي سيطر عليها النظام السوري وحزب الله في صيف 2014.
وقال مراسل صوت العاصمة في القلمون الغربي، إن حزب الله نفى إحدى أكبر عوائل البلدة “عائلة دياب” بشكل كامل، بعد اعتقال قرابة 15 شاب من أبناء العائلة، وملاحقة آخرين، بتهمة الانتماء والتنسيق مع جبهة النصرة التي كانت تسيطر على البلدة عام 2013، فيما مُنعت قرابة عشرين عائلة من العودة إلى البلدة بشكل نهائي.
ولم تقتصر أفعال ميليشيا حزب الله على نفي العوائل ومنعها من العودة، بل قامت بإحراق عشرات المنازل بتهمة انتماء أصحابها لجبهة النصرة وفصائل المعارضة بعد تهجيرهم إلى شمال سوريا من قرى القلمون الغربي، فضلاً عن إحراق عدد من مساجد المدينة أبرزها مسجد معلولا القديم ومسجد المجد، وعدم السماح لأبناء الطائفة السنية من ممارسة طقوسهم الدينية داخل معلولا.
وتزامنت عمليات الحرق والتهجير والنفي مع توطين عوائل مقاتلي حزب الله، المنتشرين في البلدة، وفقاً لمراسل الشبكة، فضلاً عن تجنيد أشخاص محليين لإجراء الدراسات الأمنية للأشخاص الراغبين بالعودة إلى معلولا، أبرزهم سابا عبيد وبشار وماجد وهبة، الذين أصبحوا أبرز رجال حزب الله في المنطقة، والمسؤولين عن عمليات ترويج المخدرات وتهريب الآثار من المدينة التاريخية إلى خارج سوريا.
ويقتصر تضييق حزب الله على أبناء السنة فقط، حيث يُسمح للمسيحيين بالدخول إلى معلولا وممارسة طقوسهم الدينية دون أي إجراءات أمنية تُذكر.
وعملت ميليشيا حزب الله على تشييع عدد من العوائل السنية، وتجنيد شبابها في صفوف الميليشيا، كشرط رئيسي للسماح لهم في العودة إلى المدينة، فضلاً عن شراء عشرات المنازل والأراضي في معلولا وجرودها لصالح شخصيات تتبع لحزب الله وإيران.
وأنشأت ميليشيا حزب الله ثكنات عسكرية ونقاط أمنية داخل معلولا ومحيطها، أبرزها في الفجّين الشرقي والغربي، ومحيط دير مار تقلا التاريخي، الذي يُعتبر من أهم المعالم السياحية في سوريا، فضلاً عن إنشاء مراكز تدريب لعناصر حزب الله ومستودعات للذخائر والأسلحة في جرود المدينة.
وينشر حزب الله بالتنسيق مع ميليشيات محلية، حواجز عسكرية ونقاط أمنية في مداخل معلولا وداخلها، حيث يعتبر أبرز تلك الحواجز “حاجز قوس معلولا” الذي يُسيطر عليه الحزب بشكل كامل، بعناصر يُقدر قوامهم بـ 30 عنصر وعدد من الآليات وسيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات ثقيلة.
وسيطرت جبهة النصرة مدعومة بفصائل المعارضة على معلولا في نهاية 2013، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات البلدة، واحتجزت راهبات دير مار تقلا، اللواتي أطلق سراحهن بصفقة رعتها دولة قطر، مقابل إطلاق النظام وحزب الله لعشرات الأسرى السوريين من سجون النظام