بحث
بحث

مناطق التسوية في ريف دمشق … ثوار الأمس شبيحة اليوم.

صوت العاصمة – خاص .
بعد أشهر على دخول عدة مناطق في ريف دمشق حيز التسوية، وسيطرة النظام عليها، بدأ عشرات الشبان بالتطوع في صفوف الميليشيات الموالية، التي كانت عنصراً أساسياً في المعارك وعملية التهجير التي طالت أهالي تلك المناطق، ويأتي تطوع الشبان في صفوف تلك الميليشيات إما عبر دعوات وإغراءات مادية وسلطوية من قبل النظام، أو بشكل كيفي بعد تسوية وتسليم للسلاح.

ففي مدينة قدسيا، تستمر الدعوات للتطوع في صفوف جيش النظام والميليشيات الموالية، فقد عقدت لجنة المصالحة والفرقة الحزبية في قدسيا قبل يومين اجتماعاً كان على رأسه أمين الشعبة “منير أبو كحلا” وعدد من الأعضاء العاملين في شعبة قدسيا، حيث تمحور الاجتماع حول تشجيع الشبان المتخلفين عن الخدمة الإلزامية بالتطوع في الفيلق الخامس وكتائب البعث، ولم تقتصر الدعوات على المتخلفين فقط، بل طالت كل شاب ورجل في المدينة عبر اجتماعات متكررة عقدتها لجنة المصالحة والفرقة الحزبية في المدينة، وتعهد ممثلو النظام بحماية المتطوعين من الاعتقال، والتجنيد الإجباري وقدموا مغريات مادية كراتب يصل إلى 50 ألف ليرة سورية شهرياً، أي ما يعادل 100 دولار أمريكي، وحوافز أخرى، والخدمة داخل المدينة أو في محيطها، وهي وعود أعطتها لجنة المصالحة للمطلوبين الذين قاموا بالتسوية منذ أشهر، لكن سرعان ما تم سحبهم وزجهم على جبهات وادي بردى ومطار التيفور في ريف دمشق، في نقض لعقود التطوع في تلك الميليشيات.

من الإجتماع الأخير الذي جرى في مقر الفرقة الحزبية بمدينة قدسيا

معضمية الشام التي عقدت تسوية منذ أربع أشهر، صدرت قوائم تحمل أسماء أكثر من 2000 شاب مطلوبين للخدمة الإلزامية، بحسب الاتفاق المبرم بين لجنة التفاوض والنظام السوري بأن يتم سحبهم بعد ستة أشهر من تاريخ التسوية، وقبل انقضاء المدة المتفق عليها، سارع عدد كبير من الشبان للتطوع في صفوف قوات النظام بمختلف المسميات والاختصاصات، فبحسب مصدر مطلع في المدينة فإن أكثر من 70 شاب تطوعوا كقوات رديفة في الفرقة الرابعة، التي كانت في معارك السيطرة على معضمية الشام وداريا، يرابطون هذه الأيام على نقاط تابعة للفرقة الرابعة في منطقة خان الشيح في الريف الغربي، وآخرون على حواجز تفتيش في نقس المنطقة.
وبحسب المصدر فإن العقود التي تم إبرامها بين الفرقة الرابعة والمتطوعين تنص على تسليم السلاح الفردي الذي كان بحوزتهم، والخدمة في صفوف الفرقة بعقد مدته ستة أشهر وبراتب شهري يقارب 45 ألف ليرة سوريا، ويؤكد المصدر أن أكثر من 80 شاب تطوعوا في سلك الشرطة وسيتم إخضاعهم لدورات في مدرسة الشرطة الواقعة بالمنطقة الشمالية من معضمية الشام.
وفي السياق نفسه تطوع أكثر من 15 شاب في صفوف المخابرات الجوية، وما يقارب 133 شاب في اللجان الشعبية بنفس الشروط والراتب الذي تقدمه الفرقة الرابعة.
الاتفاق الذي تم نقضه في قدسيا، نُقض أيضاً في معضمية الشام، وفي التل وأغلب المناطق التي خضعت لتسوية، فلم يلتزم النظام بإبقاء المتطوعين داخل المدينة، بل تم زجهم لقتال تنظيم داعش ليعود قسم منهم بين قتيل وجريح .

وفي السياق نفسه أكد المصدر الموجود داخل المدينة أن أكثر من 40 شخص بين فار ومنشق عن جيش النظام سيلتقون قريباً مع العميد “غسان بلال” مسؤول مكتب أمن الفرقة الرابعة ليناقشوا آلية سحبهم وفرزهم إلى جبهات القتال.

وعمل النظام على تشكيل ميليشيا أطلق عليها اسم “درع العاصمة” بقيادة أحد القادة العسكريين في صفوف الجيش الحر سابقاً، لاستلام زمام الأمور في الحواجز المشتركة في محيط المدينة وداخلها، والتي تضم أيضاً عناصر من الفرقة الرابعة.

عناصر سابقين في “الجيش الحر” بعد انضمامهم إلى اللجان الشعبية في معضمية الشام.

أما في مدينة “التل” شمال العاصمة، فكان الأمر مختلف إلى حد ما، فقد شهدت المدينة عدة عمليات دهم واعتقال بقصد التجنيد الإجباري، فضلاً عن اعتقال شبان على الحواجز، وفي الهجرة والجوازات ومطار دمشق الدولي، أثناء محاولتهم الخروج من سوريا.

أبناء مدينة التل بعد تطوعهم في ميليشيا “درع القلمون”

كما شهدت المدينة عمليات انضمام طوعي لميليشيا “درع القلمون” التابعة للدفاع الوطني، والتي تعد الأبرز في المنطقة، فبحسب المصادر أن عشرات الشباب تطوعوا للقتال في تلك الميليشيا، وشاركوا في معارك القلمون الشرقي ضد تنظيم داعش، وعادوا إلى المدينة جرحى، وقد تم تعويضهم مالياً بمبلغ 25 ألف ليرة سورية من قبل النظام السوري.