بحث
بحث

مصدر يكشف “فبركة إعلامية ” في أزمة مخلوف – الأسد 

بدأت قصة اعتقال رامي مخلوف، او وضعه تحت الإقامة الجبرية، من منشور في “فيسبوك” لحساب باسم نسرين علي مخلوف، التي تقول إنها تعيش في دمشق. نسرين، قالت إن إيهاب واياد ورامي مخلوف، ووالدهم محمد، باتوا رهن الإقامة الجبرية.

“المدن” تأكدت من أن حساب نسرين غير حقيقي Fake account، وقد كان في الأصل لامرأة متقدمة في العمر، وتعرض للسرقة “التهكير” منذ العام 2018. وصاحبة الحساب الأصلي مسيحية من صيدنايا بريف دمشق، وليست من عائلة مخلوف العلويّة. ولم تتمكن “المدن” من تحديد الجهة التي “هكّرت” الحساب، لكن المصادر لم تستبعد وقوف جهة استخباراتية تابعة للنظام وراءه.

القول بتوقيف خال بشار الأسد وابناءه، أغنى أغنياء سوريا ومدراء أعمال بشار الاقتصادية، ووضعهم رهن الإقامة الجبرية، انطلاقاً من منشور فيسبوكي لحساب مزور، تسبب بموجة من الحماسة الإعلامية كاد أن يتورط فيها الجميع. وسرعان ما تحولت القضية إلى كرة ثلج كبرت في مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأت وسائل الإعلام تتناول الخبر وتزيد عليه، بإضافة تحليلات لـ”ناشطين وباحثين ومطلعين”.

المواقع السورية نشرت الخبر بناء على تحليل وتوسيع لمنشور فيسبوكي من حساب مزيف، من دون دليل أو تقصي الحقائق على الأرض. الموقع الروسي الذي نقلت عنه الجزيرة الخبر، “نيوز ري، سبق ونشر ترجمات غير أمينة لمقالات في مواقع محلية سورية كـ”الدرر الشامية”. وغالباً لا يتحقق الموقع من صحة المعلومات التي يترجمها.

مصادر “المدن” تشير إلى وجود إيهاب ورامي واياد مخلوف، خارج سوريا، منذ أكثر من شهر. وقد خرج كل منهم، بشكل عادي، لمتابعة أشغاله خارج سوريا، (يحملون الجنسية البيلاروسية). المصادر أشارت إلى أن الإخوة المخلوفيين لا يتواجدون أصلاً في سوريا إلا نادراً.

الأخ القوي حافظ مخلوف، موجود في دمشق على رأس عمله في جهاز أمن الدولة، ولم يتعرض لأي اعتقال.

مصادر “المدن” نفت الأخبار عن أمر بشار الأسد باعتقال 25 موظفاً كبيراً من شركات رامي.

كما أن الخبر عن مطالبة وزير الدفاع الروسي شويغو لبشار الأسد بملياري دولار، بشكل مستعجل، تبدو من قصص الخيال العلمي. روسيا سبق وشطبت ديون سوريا منذ عامين، ولم يعد اسم سوريا يظهر في قائمة الدول المديونة لموسكو. كما أن روسيا تأخذ مقابل دعمها للأسد ونظامه، اقطاعات واسعة من الأرض والعقارات، والمؤسسات الانتاجية، ومصادر الطاقة، والبنى التحتية، بعقود احتلالية لعشرات السنين المقبلة، ما يكرس وبشكل نهائي سيطرة روسيا على الاقتصاد السوري.

مصادر “المدن” تشير إلى عدم اقترب أي قوة أمنية من شركات رامي مخلوف، وأن جميع الشركات تعمل بشكل طبيعي.

العربية نقلت الخبر عن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي قال في سياق قضية بشار ضد إخواله، إن بشار الأسد أمر بحلّ “مليشيا البستان” الذراع العسكري لـ”جمعية البستان الخيرية” التابعة لرامي مخلوف، بالتزامن مع تطويق مكاتب رامي والتحقيق مع كبار مسؤوليه.

لكن “مليشيا البستان” كانت تعيش موتاً سريراً منذ فترة طويلة، وقد تقلّص وجودها منذ سنوات نتيجة تراجع الرواتب التي تدفعها لعناصرها، وكان ذلك ضمن خطة روسية، لحلّ المليشيات الرديفة وتحويل عناصرها إلى ملاك قوات النظام. الخبر المنقول عن “المرصد” أشار إلى إن راتب العنصر في “البستان” 350 دولاراً، لكن مصادر “المدن” تؤكد أن معاشات مقاتليها لم تتجاوز 50 ألف ليرة سورية.

و”جمعية البستان” التي تأسست في العام 1999، كـ”جمعية إنسانية”، أكدت، الخميس، في “فيسبوك”، “أنّها كانت ومازالت وستبقى جزءاً من الشعب العربي السوري في تقديم يد العون لكل محتاج ومريض، وهي على استعداد دائم لتقديم الخدمات الطبية والخدمية والاجتماعية والمساعدات الطلابية على امتداد الجغرافيا الوطنية رديفة للجهات الحكومية”، و”الجمعية نهضت بدعم ورعاية قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد واشتد عودها فمدّت يد العون للآلاف من الأحبة وساعدتهم في محنهم”.

مصادر “المدن” أشارت إلى عدم دخول أي جهاز أمني لمقرات الجمعية، وعدم اعتقال أي من طواقهما. كما أنها أشارت إلى أن كل شركات رامي مخلوف، كانت تعمل بشكل روتيني في سوريا، حتى 29 آب/أغسطس.

الخلاف بين بشار وأبناء خاله، قد يكون حقيقياً. لكنه متعلق بأمور أخرى، فالأخوة مخلوف كانوا قد أخرجوا حصصاً كبيرة من ثرواتـ”هم” الهائلة، واستثمروها في القرم وبيلاروسيا. مصادر “المدن” تشير إلى أن حجم استثمارات آل مخلوف الخارجية باتت تفوق حجم أعمالهم في الداخل السوري الذي انكمشت كعكة الاقتصاد فيه إلى حدود لم تعد مغرية للاستثمار. لذا، فقد يعتبر بشار أن أولاد خاله، صرافي العائلة وخزنتها، قد خذلوه بذلك، وقصّروا في تمويل اقطاعته السورية بعدما تحقق له النصر العسكري المؤزر على شعبه.

المصدر: جريدة المدن

اترك تعليقاً