يعيش الآلاف من اللاجئين السوريين في مدن شمال العراق، ولا سيما في إقليم كردستان العراق، منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وتوزع قسم كبير على عدة مخيمات تعرف باسم “مدن المخيمات”، التي بنيت بشكل عاجل لاستقبال اللاجئين.
وارسيتي ضاحية سكنية بالقرب من مدينة دهوك المتاخمة للحدود السورية في إقليم كردستان العراق،
تحولت ضاحية “وارسيتي” السكنية المشادة بالقرب من مدينة دهوك على الحدود السورية العراقية، إلى “ضاحية سورية” بعد قدوم 1300 عائلة من سورية.
وتعرف الضاحية شعبياً باسم “مخيم بالإيجار” لأن سكان الضاحية اللاجئين من سوريا والنازحين من المدن العراقية، لا يحصلون على المساعدات الإغاثية، باستثناء الذين يحصلون عليها بالواسطة والمحسوبيات.
ويعاني سكان الضاحية من سوء الخدمات الكبير، حيث تقع في منطقة بعيدة عن المدينة، إضافة للمياه التي لا يحصلون عليها إلا ساعة واحدة كل يومين، إضافة لمعاملة الموظفين الإداريين المزاجية.
قاطنو مخيم دوميز في المحافظة ذاتها ليسوا أفضل حالاً من قاطني الضاحية، فيعاني اللاجئون السوريون الذين يزيد عددهم عن 35 ألف لاجئاً فيه، وضعاً صعباً نتيجة تدهور الخدمات، إضافةً للخراب الذي يصيب هذا المخيم الضخم كل شتاء بسبب الأمطار الغزيرة.
وشهد المخيم تخفيض لدعم اللاجئين السوريين، وانقطاع كبير للمساعدات مؤخراً، ما أجبر النساء القاطنات في المخيم على البحث عن أعمال هامشية لتأمين مستلزماتهن اليومية.
واتهمت عدة تقارير أوروبية المؤسسات الأوروبية والأمريكية المشبوهة التي تمنح قروض لإنشاء المشاريع الصغيرة، بابتزاز اللاجئين السوريين عبر خط القروض المشبوهة الجديد، إضافة لاتهام منظمات مختلفة منتشرة بين اللاجئين بالعمل على التبشير السياسي والتجارة بقضية اللاجئين لقبض الأموال التي لا يصل منها إلى اللاجئين سوى القليل.
وشهدت المنطقة خلال الشهر الجاري مظاهرات قام بها عشرات السوريين على الطريق الرئيس بين الموصل ودهوك، احتجاجاً على انقطاع المياه في المخيم احتجاجاً على انقطاع الماء لستة أيام متتالية.
وتم إنشاء مخيم دوميز للاجئين عام 2012، في منطقة تقع على بعد 20 كيلومتر جنوب شرق مدينة دهوك في شمال العراق، لاستضافة اللاجئين السوريين الذين غادروا بلادهم في سنوات الثورة الأولى، ويحوي المخيم عشرة شوارع رئيسية، و99 شارعاً فرعياً، ومستشفيين وسبع مدارس، إضافة للعديد من المتاجر وسيارات الأجرة والمطاعم والخدمات المختلفة.
وقال حاكم محافظة إربيل أن المقيمين في المخيمات يعيشون على المساعدات التي يحصلون عليها، بينما يعتمد المقيمين خارجها على أنفسهم، دون قيود على عمل اللاجئين، كأي مواطن آخر في أربيل.
وتابع حاكم المحافظة: “هؤلاء أشخاص مؤهلون، عملوا في مجالات متنوعة في سوريا، وقد شكلوا قيمة مضافة لمهاراتنا، وأتوا بثقافات وأفكار جيدة أغنت المدينة بطرق عديدة”، معتبراً ذلك أمراً إيجابياً، على الرغم من المنافسة، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي انزعاج من السكان المحليين.
وبحسب الحاكم فإن السبب الأساسي لقرار استقبال اللاجئين السوريين هو الدوافع الإنسانية، لافتاً أن السماح لهم بالتحرك والعمل بحرية كان مفيداً للمدينة وسكانها، بطريقة لم تكن ممكنة لو اقتصر وجودهم على المخيمات فقط.
ورغم التسهيلات المقدمة، يعاني السوريون في مخيمات الإقليم ومدنه حالات مختلفة من التمييز والضغوطات، كتدني الأجور والاستغلال في العمل، وإصدار الوثائق والدراسة والتوظيف، إلى جانب الخدمات الرئيسة.
يذكر أن أكثر من 7500 أسرة سورية لاجئة يقيمون في 6200 من الخيم وبيوت الصفيح والبيوت المبنية على عجل موزعة في أنحاء مختلفة جنوبي محافظة دهوك العراقية منذ سنة 2013.
يوجد حالياً أكثر من 55 ألف لاجئ مسجلين في المخيم مثل جميع مخيمات اللاجئين الكبيرة
ويعيش في كردستان العراق أكثر من 200 ألف لاجئ سوري، في الخيام وبيوت الصفيح، والبيوت المؤقتة المبنية بشكل عاجل في مختلف أنحاء محافظة دهوك منذ عام 2013، بينهم 55 ألف لاجئ مسجلين في مخيم دوميز وحده.
وكالات