بحث
بحث

فورين بوليسي: سياسة الترحيل التركية تقتل اللاجئين السوريين


ارتفعت في الآونة الأخيرة المشاعر المعادية للاجئين في أوساط المجتمع التركي، ما أجبر أنقرة التي رحبت ذات يوم بملايين السوريين، على ترحيلهم وإعادتهم إلى بلادهم حيث يواجهون خطر الموت.

ويروي فورين بوليسي عن اللاجئ السوري نضال حسين البالغ من العمر 27 عامًا قوله إنه كان من بين 1000 رجل سوري تلقوا أوامر الترحيل مؤخرًا من الحكومة التركية، على الرغم من أنهم كانوا يحملون بطاقة “كيمليك”.

ويخشى هلال الذي كان ناشطاً ضد جماعة “هيئة تحرير الشام” التي تتبع جبهة النصرة، والمرتبطة بتنظيم القاعدة، من أن يواجه انتقاماً بعد ترحيله إلى منطقة خاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا، لإدانته لهم بسبب تغييرهم طريق الثورة من السعي لإقامة دولة ديمقراطية علمانية إلى الخلافة الإسلامية.

ويروي فورين بوليسي قصة اللاجئ هشام مصطفى الذي كان يعمل في مصنع للملابس في اسطنبول وعاش هناك مع زوجته وأطفاله الثلاثة، ويعتبر المعيل الوحيد للأسرة.

ويقول إن الشرطة التركية اعتقلت الشاب البالغ من العمر 25 عامًا في صباح أحد الأيام في أواخر شهر أيار بينما كان في طريقه إلى العمل، بزعم كاذب بأنه لم لا يملك أوراق “كيمليك”. وبعد بضعة أسابيع، وجد نفسه في معبر باب الهوى الحدودي متجهًا إلى إدلب.

ويضيف أن  مصطفى حاول العودة إلى أسرته عدة مرات خلال الشهر الذي أعقب ترحيله، لكنه فشل في كل مرة. وفي 5 آب، قُتل مصطفى برصاص قناص تركي بالقرب من الحدود السورية التركية.

ويزعم المسؤولون  الأتراك أنهم يقومون بترحيل المجرمين والأشخاص الذين ليس لديهم أوراق كيمليك فقط، لكن هلال ومصطفى لم يكونا كذلك. 

وبدورها أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش الإجراءات الأخيرة بحق السوريين، وذكر العديد من السوريين أن مئات الرجال قد تم ترحيلهم دون محاكمة، وصودرت وثائقهم القانونية وممتلكاتهم.

وكشفت الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول، عن عداوة متزايدة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، حيث وصف أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول المنتخب حديثًا من حزب الشعب الجمهوري المعارض وضع اللاجئين في تركيا بأنه صدمة شديدة.

وأضاف  أوغلو أن العديد من السوريين يعملون بشكل غير رسمي، دون الإشارة إلى العقبات التي يواجها للحصول على تصاريح عمل ووثائق قانونية.

ونقلت هيومن رايتس ووتش  عن بعض اللاجئين السوريين ، أنهم تعرضوا عام 2018 للإبعاد التعسفي مرتين على الأقل، أثناء تواجدهم أمام مكتب التسجيل الخاص بالعمل، حيث لم يتمكن سوى ثلاثة ممن أجرت معهم هيومن رايتس مقابلات، من التسجيل بعد دفع رشاوى  لمسؤولي المكتب تتراوح بين 300 و500 دولار أمريكي.

 وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ما يصل إلى مليون سوري سيعودون إلى ديارهم. وذلك بعد إنشاء جيب شمالي في سوريا على طول الحدود التركية، تحت حراسة جماعات المعارضة المدعومة من تركيا.

و تلقى حوالي 6000 لاجئ سوري، أوامر الترحيل، وفقًا للموقع الرسمي لمعبر باب الهوى.

 وشجع حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يعتبر متعاطفاً مع السوريين، على عودة اللاجئين بالرغم من تحذيرات الأمم المتحدة أن سوريا “غير آمنة”.

وتحولت النظرة إلى اللاجئين السوريين من مشكلة إنسانية  إلى مشكلة سياسية، حيث تحاول منظمات الإغاثة إلى استعادة العلاقات الاقتصادية مع الحكومة السورية، و تتغاضى العديد من الدول الآن عن حقوق الإنسان وحماية اللاجئين والمدنيين السوريين.

ورغم أن سلامته ورفاهه الاقتصادي يتدفقان في حياته، إلا أن هلال يتعهد بعدم حمل السلاح أبداً ويشعر أن معظم السوريين سيفعلون ذلك بدافع الضرورة و قال :”إما أن تتورط مع جيش النظام أو مع قوات المعارضة” “هذا هو مستقبل الشباب الذين يعودون.”

اترك تعليقاً