وافقت الحكومة النيوزلندية على دعوات وُجهت لها لاتخاذ إجراءات بشأن الأزمة السورية واستئناف المساعدات الإنسانية لسوريا.
و أعلن وزير الخارجية وينستون بيترز عن تقديم 3 ملايين دولار، من المساعدات الإنسانية لمساعدة المتضررين من النزاع الدائر في سوريا.
و قال بيترز “لقد ساهمت الحكومة بهذا التمويل الإضافي للجنة الدولية للصليب الأحمر لدعم توزيع المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية واستعادة إمدادات المياه ودعم المستشفيات والمراكز الصحية لمواصلة العمل “
و بذلك يصل إجمالي الدعم الإنساني الذي قدمته نيوزيلندا للأشخاص المتضررين من النزاع السوري إلى 32.2 مليون دولار منذ عام 2011 .
يأتي ذلك بعد تقديم 12منظمة وجمعية غير حكومية في نيوزيلندا بعريضة إلى مجلس التنمية الدولية للاعتراض على نسيان محنة الشعب السوري.
ووفقًا لصفحة مجلس التنمية الدولية فإن الهدف من العريضة هو مطالبة “حكومة نيوزيلندا بإعادة الانضمام إلى العمل الذي يدعمه جمهور نيوزيلندا، ومساعدة وكالات المعونة النيوزيلندية على مواصلة العمل مع اللاجئين السوريين ومطالبتهم بإعادة دعمهم لعام 2019 وما بعده .
وجاء في العريضة: ” الشعب السوري لا يُنسى، لن تقف نيوزيلندا مكتوفة الأيدي لأن الفتيات والفتيان، رجالا ونساء، مستهدفون عمدا في هذا الصراع ولن تهمل نيوزيلندا أشد اللاجئين ضعفاً الذين فروا إلى البلدان المجاورة لسوريا، وسنواصل تقديم الدعم والحماية التي يحتاجون إليها بشدة”
وأضافت العريضة ” نريد أن نقول شكراً لحكومتنا، ولآلاف النيوزيلنديين الذين قدموا بسخاء حتى تتمكن وكالات المعونة النيوزيلندية من العمل مع أشد ضحايا النزاع السوري ضعفًا. بتوقيعك على عريضتنا أنت تساعدنا على القول إنه يجب علينا بذل المزيد”
وقالت العريضة “تسبب الصراع السوري في أكبر أزمة لاجئين في عصرنا لقد فر أكثر من 5.6 مليون سوري إلى البلدان المجاورة بينما يوجد داخل سوريا أكثر من 11 مليون شخص في حاجة للمساعدة، ولكن بعد ثماني سنوات من الحرب المستمرة يتم نسيان ضحايا النزاع السوري إن معاناة اللاجئين السوريين حقيقية اليوم كما كانت عندما بدأت الحرب لكن الاهتمام والدعم العالميين يتضاءلان ان النوايا الحسنة للنيوزيلنديين غير عادية وفي عامي 2017 و 2018 وبفضل تبرعات من النيوزيلنديين كل يوم ، تمكنت وكالات المعونة النيوزيلندية من المساعدة في تقديم المساعدة التي تمس الحاجة إليها إلى الاف الضحايا من الصراع السوري.”
و قال مجلس التنمية الدولية في موقعه على الإنترنت: “إن معاناة اللاجئين السوريين حقيقية اليوم كما كانت عندما بدأت الحرب، ولكن الاهتمام والدعم العالميان يتضاءلان”
ويقول “جوزي باجاني” مدير مجلس التنمية الدولية إن حكومة نيوزيلندا ابتعدت في السنوات الأخيرة عن الصراع في الشرق الأوسط وركزت جهودها على المساعدات في المحيط الهادئ بدلاً من ذلك.
ويتفق باجاني مع توجهات الحكومة الجديدة الرامية لتثبيت نفوذها وتأثيرها في مناطق المحيط الهادئ حيث تجمعهم مع النيوزلنديين مصير مشترك، إلا أنها ترفض الحديث المتداول عن تحسن الأحوال في سوريا وتقليص وقطع المساعدات عن سوريا.
ويشير باجاني أن المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية عليها أن تتواجد حيث توجد حاجة كبيرة لها، يجب أن نتواجد ورأينا في سوريا على سبيل المثال الحرب الأهلية لم تنته هذه هي المأساة ” يقول باجاني.
ونوه باجاني إلى أن المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية بدأت بالاعتماد على “سخاء الجمهور” بعد التحرك الحكومي لتقنين وقطع المساعدات المقدمة لسوريا، وأنها استطاعت الاستمرار وتقديم العون لقرابة 147000 شخص في سوريا خلال العامين الماضيين.
وأمنت المساعدات المقدمة من الجمعيات التي اعتمدت على سخاء الجمهور “الغذاء وأماكن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وشبكات الصرف الصحي والكثير الكثير من الأشياء” يقول باجاني.
ويصف باجان عملية السلام التي تعمل عليها بعض الأطراف الدولية بأنها عملية سلام هشة وتُضيف “نشعر بالإرهاق من رؤية الكثير من المعاناة والمأساة في العالم”.