أكدت مصادر متقاطعة لصوت العاصمة، الأنباء التي تداولتها مواقع إعلامية مطلع أيار الفائت، حول اجتماع ضمّ ممثلين عن تنظيم داعش من جهة، وممثلين عن نظام الأسد وميليشيا حزب الله من جهة أخرى.
وقالت مصادر الشبكة إن الاجتماع جرى في مقر يتبع لإدارة الاستطلاع العسكري التابعة للنظام شرق مدينة القريتين في البادية السورية.
وتألف وفد النظام السوري المفاوض من العميد المتقاعد “سليمان عجيب” من القوات الخاصة، والعميد همام زيني من المخابرات الجوية، وممثل عن حزب الله اللبناني يدعى “الحاج صالح” لبناني الجنسية وهو رئيس الوفد.
وبحسب المصادر فإن الاجتماع جاء للاتفاق على منح مناطق سيطرة جديدة للتنظيم مقابل إطلاق سراح المختطفين الشيعة في بادية السويداء الذين تم اختطافهم في الأيام القليلة الماضية، في المنطقة التي أطلق عليها اسم “الثقب الأسود”، التي صرح النظام عن فقدان عدة أرتال فيها دون تحديد هوية المختطف، والذي تبين أنه تنظيم داعش.
وقدّم وفد النظام العديد من العروض لمسؤولي التنظيم، مقابل إطلاق سراح المختطفين من أصحاب الجنسيتين الإيرانية واللبنانية، ومن أهمها إطلاق سراح 60 معتقلاً في سجون النظام يختارهم التنظيم ومهما كانت هويتهم، وعقد هدنة لمدة سنتين بين الطرفين، يتخللها إرسال قوافل المساعدات الإغاثية لعائلات عناصر التنظيم في البادية السورية وتلول الصفا، إضافة لدفع فدية مالية بقيمة مليون دولار أمريكي، على أن يتم إطلاق سراح الموقوفين من قبل الطرفين على ثلاثة دفعات، وتكون الدفعة الأخيرة بعد دفع الفدية المعروضة.
كما اشترط وفد النظام على قيادات تنظيم داعش عدم مهاجمة أي نقطة عسكرية تابعة للنظام، وعدم اعتراض طريق أي رتل عسكري في طريق البادية، إضافة لغض البصر عن تحركات الميليشيات الموالية للنظام السوري مهما كانت جنسيتها وتبعيتها، مقابل تخفيف التشديد الأمني وسحب بعض النقاط العسكرية من أطراف محافظة السويداء.
وتم الاتفاق على إطلاق سراح 4 من قيادات التنظيم كانوا قد اعتقلوا في سجون النظام عام 2017، وهم من الجنسية العراقية، مقابل تسليم 3 جثث لضباط كانوا قد قتلوا على أيدي عناصر التنظيم، وتأتي هذه الخطوة بمثابة مبادرة لحسن النية من كلا الطرفين.
ونقل المفاوضون من الوفدين بنود الاتفاق الأولي والمطالب والعروض لقيادتهم ليتم دراستها، وهو ما وافقت عليه قيادة حزب الله اللبناني ورئيس فرع المخابرات الجوية على الفور، وتم تحديد موعد لاجتماع آخر لبحث قرارات قيادة كل وفد.