نقل موقع وكالة الأنباء الروسية ” نوفوستي” عن وزير الكهرباء في حكومة النظام “محمد زهير خربوطلي” قوله إن سوريا تدرس شراء الكهرباء من روسيا، عن طريق توليد الطاقة الكهربائية على الأراضي السورية من قبل الجانب الروسي.
وكشف “خربوطللي” عن توقيع عدة مذكرات تفاهم بين حكومة النظام والجانب الروسي تتضمن إصلاح وتأهيل ثلاثة أقسام في محطة حلب الحرارية بالإضافة لدراسة إمكانية شراء الطاقة الكهرباء عُقب تنفيذ المشاريع المتعلقة بمحطات التوليد الكهربائية.
وأضاف أن الوزارة تدرس حالياً كلفة إنشاء المحطات وطرق تزويدها بالفيول أو الغاز، بالإضافة لدراسة الأسعار التي سيحتسبها الجانب الروسي وأسعار الاستجرار من الجانب السوري.
وأرسلت شركة ” تكنوبروم” الروسية قبل أيام دعوة إلى الجانب السوري لتفعيل المذكرات الموقعة بين الطرفين إلا أن الجانب السوري أوضح أن العقبة الرئيسية التي تقف أمام تنفيذ المشاريع المزمعة تتعلق بالتمويل، وأكد على لسان وزيره أن العقبات المتعلقة بالتمويل سيتم حلها عما قريب.
وينذر إدخال شركة روسية خاصة إلى خط إنتاج الكهرباء في سوريا إلى ارتفاع وشيك في سعر الكهرباء التي سيتم احتسابها وفقاً للأسعار التي سيتم فرضها من قبل الجانب الروسي، إذ من المتوقع أن يصل سعر الكهرباء المنزلي لسعر يضاهي التجاري والصناعي والذي يتجاوز الـ50 ليرة سورية، مما سيزيد من المعاناة الإنسانية للمدنيين المتواجدين داخل مناطق سيطرة النظام السوري..
ويعاني قطاع الكهرباء في سوريا من مشكلة تأمين الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية وتضرر عدد كبير من المنشآت ومحطات التوليد نتيجة المعارك التي اندلعت في معظم المناطق السورية خلال السنوات الماضية وتسببت بخروج قطاع الكهرباء عن الخدمة.
وقدرت مصادر حكومية أن سعر إنتاج الكيلو الواحد من الكهرباء قد يصل إلى 80 ليرة سورية في عام 2019 ، فيما كان يصل سعر الانتاج إلى 5 ليرات سورية في عام 2011، قبيل انهيار الليرة السورية وتراجعها أمام الدولار.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من ارتفاع أسعار تركيب العدادات الكهربائية في حال وجدت، حيث تمتنع مؤسسة الكهرباء عن تركيب العدادات الجديدة في المباني الحديثة والمنازل التي عاد إليها أصحابها نتيجة عدم وجود عدادات.
وتنتج سوريا حالياً 4000 ميغا واط من الكهرباء، أي أقل من نصف الإنتاج عام 2011 البالغ 9000 ميغا واط، وتحتاج العودة إلى هذا المعدل مدة لا تقل عن خمسة أعوام حسب التقديرات الحكومية.
ويعتبر دخول روسيا إلى قطاع الكهرباء في سوريا بمثابة نسف للمعاهدات والاتفاقيات التي تم توقيعها سابقاً بين الجانب الإيراني وحكومة النظام بخصوص قطاع الكهرباء، حيث وقع وزير الكهرباء ” محمد خربوطلي” مع نظيره العراقي “قاسم الفهداوي” اتفاقية تنص على ربط الكهرباء مع إيران مروراً بالأراضي العراقية وذلك ضمن زيارة له لبغداد عام 2017.
وجاء توقيع الاتفاقية بعد أيام من سيطرة النظام السوري على مدينة البوكمال بالكامل مما عزز حلم إيران بفتح خط طهران- دمشق مروراً بالأراضي العراقية، إلا أن الاتفاق الحالي بين الروس وحكومة النظام يعتبر بمثابة إعلان موت لمعظم المعاهدات والاتفاقيات التي وقعت مع طهران في ذلك الوقت.