بحث
بحث
الضابط المتقاعد محمد خيرو خلوف - انترنت

“تأكد”: ضابط متقاعد قُتل خلال معارك حلب على أنه “مجرم”




نفى تحقيق لمنصة “تأكد” أن يكون الرجل الذي قُتل خلال اقتحام قوات إدارة العمليات العسكرية مدينة حلب، وظهر الضحية بفيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر محطات إخبارية عربية ك “العربية والمشهد”، وطال التضليل شخصية الضحية الذي جرى توصيفه بـ”المجرم” أو “الضابط الرفيع في نظام الأسد”.

وبحسب التحقيق فإن الضابط المتقاعد هو محمد خيرو خلوف، ويُظهر التسجيل المصور أن مقاتل كان يثبت الكاميرا على جسده اقترب من الضحية، فبادره الضحية بطلب المساعدة في الهرب من المكان قائلاً: “أنا عميد يا ابني بدي اهرب”، فسأله المقاتل ممن يريد الهرب؟ ليجيبه الضحية “من المسلحين” ليفتح المقاتل عليه النار مردياً إياه بسبع رصاصات قائلاً “مسلحين يا خنزير”، ويظهر الفيديو مقاتلين اثنين آخرين كانا برفقة المقاتل الذي أردى الضحية.

وعلق ابن شقيق الضحية في حديث مع “تأكد” على سلوك عمه في الفيديو، مرجحاً أن يكون الضحية قد اعتقد أن المسلحين المنتشرين في المكان تابعين لقوات نظام الأسد أو عناصره الأمنية، فطلب عمه المساعدة بكلمات يأمن بها جانبهم مستخدماً وصف المسلحين الذي تستخدمه قوات نظام الأسد وإعلامه في وصف مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة.

ونشر تحقيق “تأكد” شهادة لمقاتل على الحادثة، وأكد المقاتل الذي ينتمي إلى “هيئة تحرير الشام” أن الحادثة وقعت بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 29 تشرين الثاني 2024، في يوم اقتحام إدارة العمليات العسكرية مدينة حلب.

وقال المقاتل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “خلال معارك مدينة حلب واجهنا الكثير من الضباط الذين كانوا يواجهونا أو يحاولون الهرب بالزي المدني، وعندما اقترب الرجل من زميلي هو من قال له بنفسه إنه ضابط ويحاول الهروب من المسلحين، مما أوحى لزميلي بأنه بالفعل ضابط من قوات الأسد وأطلق النار عليه على هذا الأساس، لم تكن لدينا أي تعليمات محددة بخصوص التعامل مع مثل هذه الحالات، وإنما يعود الأمر في مثل هذه الحالات لتقدير المقاتل، وهو من يقرر كيف عليه التصرف في أرض المعركة ضمن مثل هذه الظروف.

والضحية هو العقيد في الشرطة محمد خيرو خلوف من قرية فطيرة بريف معرة النعمان الغربي، ودامت خدمته في سلك الشرطة حتى منتصف عام 2012 وكانت دير الزور آخر عمل فيها كضابط في الشرطة، وبحسب مصادر متقاطعة بينها أقارب الضحية محمد خيرو خلوف وأشخاص مقربون منه في قرية فطيرة، فإن الضحية طلب في عام 2011 من وزير الداخلية مساعدته للحصول على التقاعد قبل بلوغه السن المحدد، وأُحيل إلى التقاعد المبكر بعد تقديمه تقريراً طبياً في عام 2012، ووفقاً للمصادر ذاتها تعرض الضحية للخطف في حي بستان الباشا في عام 2011 مع ابنه وابن أخيه، وأطلق سراحه بعد ثلاثة أيام من اختطافه وبعد دفع عائلته مبلغاً مالياً للخاطفين.

وبحسب المصادر فإن محمد خيرو خلوف معروف لدى عناصر الهيئة في المنطقة، كما تعرض للتوقيف مرة على أحد حواجز فصائل المعارضة بدير الزور، وأطلق سراحه بعد ساعات حيث لم تثبت مشاركته مع الأمن السوري في قمع المحتجين آنذاك.

وتنقل منصة “تأكد” عن ابن شقيق الضحية قوله، إن أحداً لم يتوصل مع عائلته لتسليمهم جثمانه، والعائلة لا تعرف الجهة التي عليها التواصل معها بهذا الشأن، في حين يقول المقاتل الذي شهد على الحادثة إنه لا يعرف ماهو مصير الجثمان لأنهم هو وزملاؤه تركوه في مكانه بعد أن أنهى زميلهم حياته بسبع رصاصات.